logo
العالم العربي

خبراء: إسرائيل والسويداء تربكان حسابات السلطات السورية

خبراء: إسرائيل والسويداء تربكان حسابات السلطات السورية
غارة إسرائيلية على دمشقالمصدر: أ ف ب
17 يوليو 2025، 4:07 ص

حذّر خبراء سياسيون فرنسيون من أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، بالتوازي مع تصاعد التوترات الطائفية في مدينة السويداء، تضع السلطات السورية أمام توازنات شديدة الحساسية بين التزاماتها الإقليمية والاحتقان الداخلي، في وقت تتزايد فيه هشاشة سلطتها السياسية والعسكرية.

واعتبر خبراء في الشأن الأوروبي والشرق أوسطي أن تصاعد الضربات الجوية  الإسرائيلية في سوريا، بالتزامن مع مواجهات غير مسبوقة في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، يعكس ما وصفوه بـ"ازدواجية الرسائل الإسرائيلية وتضارب الأولويات السورية".

ويرى الباحث السياسي الفرنسي جيروم بونافون، الدبلوماسي الفرنسي السابق والباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في معهد "مونتان" بباريس، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "الغارات الإسرائيلية الأخيرة تحمل رسالة ثلاثية: الأولى موجهة إلى طهران لفرملة تموضعها العسكري في جنوب سوريا، والثانية إلى دمشق لتحذيرها من التورط في تهديد مباشر ضد إسرائيل، والثالثة إلى موسكو لتأكيد حرية إسرائيل في التحرك داخل المجال الجوي السوري رغم التداخل العسكري الروسي".

وأضاف بونافون أن "ما يحدث في السويداء يربك حسابات النظام السوري أكثر من أي وقت مضى؛ لأن المدينة كانت تمثل طيلة سنوات الحرب خطًا رماديًا، لا معارضًا ولا مواليًا، وهي اليوم تخرج عن هذا الدور لتدخل مرحلة المواجهة العلنية".

السويداء.. من الحياد إلى الانفجار

من جانبها، قالت الباحثة السياسية الفرنسية أنييس لوفالوا، لـ"إرم نيوز"، إن ما يحدث في السويداء "ليس مجرد احتجاج محلي، بل نقطة تحوّل في معادلة الولاءات الطائفية في سوريا"، محذرة من أن "لجوء النظام للعنف في منطقة لطالما حافظت على حذرها من جميع الأطراف قد يؤدي إلى شرخ لا يمكن ترميمه داخل النسيج الوطني السوري".

أخبار ذات علاقة

جنود إسرائيليون على الحدود مع سوريا

استقدم قوات من غزة.. الجيش الإسرائيلي يحتشد على الحدود مع سوريا

وأضافت لوفالوا: "قتل مدنيين دروز، بينهم شخصيات تنتمي لجهاز الشرطة الجديد، ورفض الزعيم الديني الدرزي البارز حكمت الهجري أي اتفاق مع دمشق، يكشفان أن ميزان القوى داخل المدينة لم يعد في يد الدولة، بل في يد مجموعات مسلحة طائفية تحظى بدعم معنوي من دروز الجولان ولبنان".

إسرائيل تعقّد المشهد

الغارات التي طالت حتى البنية التحتية الأمنية في قلب مدينة السويداء، بحسب تقارير حقوقية، أجبرت القوات الحكومية السورية على الانسحاب، رغم إعلان مسبق عن اتفاق تهدئة، ما اعتبره الخبراء الفرنسيون "صفعة مزدوجة" للجيش السوري، أمام خصمين هما إسرائيل خارجيًا، والطائفة الدرزية داخليًا.

وأشارت الباحثة السياسية الفرنسية إلى أن "الضربات الإسرائيلية كانت محسوبة بدقة، استهدفت مفاصل أمنية دقيقة، لكن دون توسيع رقعة التدمير، لتفادي تصعيد مفتوح مع روسيا، ولإبقاء الضغط متواصلًا على محور طهران–دمشق–حزب الله".

وشدّدت لوفالوا على أن "الارتباك في قيادة النظام بات واضحًا، من جهة يريد الظهور بمظهر السيادة، ومن جهة أخرى لا يستطيع تحمّل مواجهة شاملة لا مع إسرائيل ولا مع السويداء، وكل خطوة خاطئة في هذه المرحلة قد تؤدي إلى تفكك داخلي خطير".

أخبار ذات علاقة

ماركو روبيو

روبيو: نشعر بقلق بالغ إزاء الضربات الإسرائيلية في سوريا

 ويرى الباحثان الفرنسيان أن الأزمة السورية الحالية دخلت مرحلة أكثر تعقيدًا مما مضى، إذ تتقاطع فيها الضغوط الإسرائيلية، وتصدّعات الداخل الطائفي، والعزلة السياسية والاقتصادية التي يعانيها النظام، ما يجعل من شهر يوليو الجاري لحظة مفصلية يمكن أن تعيد رسم ملامح السيطرة داخل سوريا، أو تدفع بها إلى جولة جديدة من الانفجار الداخلي.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC