logo
العالم العربي

سيناريو الانفصال والتدخل الإسرائيلي يثيران قلق الأردن من أحداث السويداء

سيناريو الانفصال والتدخل الإسرائيلي يثيران قلق الأردن من أحداث السويداء
قوات أمن سورية تدخل إلى مدينة السويداءالمصدر: رويترز
15 يوليو 2025، 4:16 م

يترقب الأردن بحذر وقلق تصاعد وتيرة معارك السويداء جنوبي سوريا، خصوصا مع دخول إسرائيل على خط المواجهة في منطقة محاذية للحدود الأردنية، طالما كانت مسرحاً لعمليات تهريب في السنوات الأخيرة.

ومنذ يومين، تصاعدت المعارك بين الفصائل الدرزية وقوات تابعة للعشائر مدعومة بفصائل من عدة محافظات سورية، أعقبها دخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع السوريتين، كثفت معها إسرائيل هجماتها؛ ما قد يسهم بمضاعفة تعقيدات المشهد بين دمشق وتل أبيب، بعد أيام من حديث عن تطبيع محتمل كانت أذربيجان مسرحه بين مسؤولين من كلا البلدين.

وحول تأثير معارك السويداء في الأردن، يقول أستاذ العلوم السياسية، المحلل المختص بشؤون الشرق الأوسط، بدر الماضي، إن لدى الأردن مخاوف تتعلق بمسألة الانفصال الجغرافي في سوريا وتأثيراتها المستقبلية على الأمن الأردني، وهي قضية تقلق الأردنيين إلى حد كبير جدا.

وأشار الماضي، في حديث لـ "إرم نيوز"، إلى أن مخاوف الأردن تأتي من التدخل الإسرائيلي الهادف إلى بقاء المنطقة مضطربة، بمعنى أن تكون سوريا غير موحدة مع إمكانية نقل هذه الاضطرابات إلى الأردن فيما بعد.

ووفق الماضي، فإن مصلحة الأردن تكمن في بقاء السويداء جزءا لا يتجزأ من سوريا، وألا يكون هناك أي انفصال أو تقسيم على أساس جغرافي أو إثني أو اجتماعي، لكون هذه الانقسامات سينتقل أثرها السلبي إلى الدول المجاورة، ومن ثم السماح باختراقات مجتمعية هنا وهناك من قبل إيران وإسرائيل.

وأضاف: "أعتقد أن الأردن يقوم بحساب خطواته بدقة، فهو يدعم ويساند الحكم الجديد في سوريا بكل قوة لأسباب استراتيجية وتاريخية تعكس مصلحة الأردن بعد سنوات من علاقات مضطربة مع النظام السابق، وعليه فإن الأردن يأمل في ظل الغطاء الإقليمي والدولي للنظام الجديد أن تذهب سوريا للاستقرار ما ينعكس إيجابا على التجارة والأمن والسياسة والعلاقات الاجتماعية بين البلدين" وفق تقديره.

من جهته، يرى المحلل المختص في الشأن السوري حسن جابر أن التصعيد والاشتباكات العسكرية الأخيرة في السويداء تعكس بوضوح فشل الحوار السياسي ما بين المكون الدرزي، وتحديدا التيار الذي يقوده الشيخ حكمت الهجري، والمجلس العسكري للسويداء من جهة، والحكومة المركزية في دمشق من جهة ثانية، وعليه بدأت شرارة الأحداث في اشتباكات محلية-محلية بين مكون يُعرف بعشائر البدو في أرياف السويداء، بالإضافة إلى بعض المكونات الدرزية المسلحة.

ويقول جابر، في حديث لـ "إرم نيوز"، حول تأثير أحداث السويداء في الأردن، إن "الجنوب السوري يدخل ضمن المجال الحيوي للأمن القومي الأردني، إذ أن مركز مدينة السويداء يبعد نحو 50 كم عن الحدود الأردنية، مما يجعل أي تطورات أمنية أو عسكرية تلامس مباشرة أمن واستقرار الحدود الأردنية، خاصة مع ما قد يترتب على الاشتباكات من نزوح وتحرك للمدنيين، فضلًا عن مخاوف توسع العمليات العسكرية بشكل مكثف نحو بادية السويداء وهي الملاصقة للحدود".

ووفق جابر، فإن الأردن يدرك حجم التعقيدات في الجنوب السوري وبشكل خاص بقايا عصابات التهريب، وبقايا عصابات الإجرام والخطف والسلب والنهب، إضافة إلى المجموعات المسلحة التي رفضت الانخراط في عملية سلمية مع دمشق على غرار اللواء الثامن في ريف درعا الشرقي سابقا.

ويتابع جابر: "الأردن يتأثر أيضاً بسبب حساسية الموقع الجغرافي، والمكون الدرزي له حساسية معينة في التعقيدات المحلية في سوريا، والأردن في هذا الملف يغلّب لغة الحوار مع فتح آفاق للتفاهم، ورفض ونبذ أعمال العنف خاصة التي تطال المدنيين السوريين، فضلاً عن التدخل الإسرائيلي الذي يضفي المزيد من الحساسية على الوضع عبر قصفه دبابات للجيش السوري".

 وختم جابر بالقول إن "الأردن مع دمشق ويدعمها سياسيا ودبلوماسيا، ويعترف بالحكومة المركزية في دمشق برئاسة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، ويدعو لتمكين هذه الحكومة، لكن ليس على حساب إغفال مصالح المكونات السورية، ما يعني أن عمّان تقف مع الحل الوسط الذي يسهم بعودة الأطراف إلى طاولة الحوار، وخفض التصعيد والتوصل إلى حل سلمي يعيد السويداء إلى الحكم المركزي في دمشق، وتسليم السلاح المنفلت خارج إطار الدولة، والتوصل لحلول مستدامة".

وأعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، الثلاثاء، وقف إطلاق النار في السويداء بعد اتفاق مع الزعماء المحليين، وفق بيان لوزارة الدفاع.

ويبلغ عدد الدروز في سوريا، الذين يتركزون في محافظة السويداء، جنوبي البلاد، نحو 700 ألف، بينما يبلغ تعدادهم في إسرائيل نحو 150 ألفًا، يتركزون في مناطق مثل الجليل والكرمل، في حين يبلغ عددهم في لبنان نحو 260 ألفا، وفي الأردن نحو 30 ألفا.

وتمثل السويداء القطاع الأوسط الجبلي من الحدود الأردنية السورية، وتتداخل هذه الجبال مع مناطق في شمال وشرق الأردن، غالبيتها محاذية لمحافظة المفرق الأردنية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC