logo
العالم العربي

انقلاب اليمين وتمرد الجيش.. "ألغام خطرة" في طريق نتنياهو لاحتلال غزة

انقلاب اليمين وتمرد الجيش.. "ألغام خطرة" في طريق نتنياهو لاحتلال غزة
نتنياهو خلال اجتماع مع وزير الدفاع ورئيس الأركان
11 أغسطس 2025، 10:22 ص

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، انقلاباً يمينياً وغضباً شعبياً متصاعداً، اعتراضاً على طريقته في إدارة الحرب على حركة "حماس" في قطاع غزة، المستمرة منذ نحو عامين تقريباً، دون تحقيق أي نتائج سوى القتل.

ضرب نتنياهو عرض الحائط بكل الاعتراضات والانتقادات، وأبدى إصراراً واضحاً على احتلال غزة. وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها إلى عملية عسكرية أخيرة لتفكيك "حماس" وإنهاء الحرب بطريقته الخاصة.

وكان نتنياهو قد دافع عن توجهه في إدارة الحرب قائلاً إن "رفض حماس إلقاء سلاحها جعل إسرائيل أمام خيار وحيد هو إنهاء المهمة وهزيمة الحركة نهائياً"، زاعماً أن "تفكيك معاقل حماس المتبقية في مدينة غزة والمخيمات المركزية هو أفضل سبيل لإنهاء الحرب".

فجر الجمعة، أقر "الكابينت" خطة تبدأ باحتلال مدينة غزة عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، يلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع، التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها.

وبقيت من كامل قطاع غزة أجزاء من مدينة "دير البلح" ومخيمات المحافظة الوسطى (النصيرات والمغازي والبريج) لم تحتلها القوات الإسرائيلية، لكنها دمرت مئات المباني فيها عبر القصف الجوي والمدفعي.

أخبار ذات علاقة

دبابات وجنود إسرائيليون على حدود غزة

"قيود خطيرة".. احتلال غزة يصطدم بتمرد "الاحتياط" وفخاخ حماس

موقف اليمين

وحول موقف اليمين المتشدّد في ائتلاف نتنياهو، ظهر الانقلاب جليًا في تصريحات القطبين الأبرز، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

ونقلت هيئة البث عن بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية"، قوله إنه تحدث مع نتنياهو عن خطة أكبر بكثير بشأن غزة، سيليها البدء بتشجيع الهجرة خارج القطاع.

وشدد بن غفير، الذي طالب في وقت سابق بتقويض السلطة الفلسطينية، على أنه "يجب مراقبة نتنياهو فقد انقلب بعد أن وعد بالحسم في غزة، والحل بيد سموتريتش".

أخبار ذات علاقة

المعاناة الإنسانية في غزة

يهود أصفهان يجمعون مساعدات لغزة.. وتقارير عبرية تشكّك في وصولها (صور)

 

وصوّت سموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، ضد اقتراح نتنياهو بتمكين الجيش من السيطرة على قطاع غزة بأكمله، وانتقده في وقت لاحق قائلًا إنه "فقد الثقة بأن نتنياهو يستطيع ويريد قيادة الجيش لاحتلال غزة بالكامل".

ورأى سموتريتش أن "نتنياهو يضلل الجمهور وجنود الاحتياط؛ لأن هدفه ليس تحقيق نصر كامل ونهائي على حماس، بل يهدف فقط إلى زيادة الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار".

وصعّد سموتريتش هجومه ضد نتنياهو حتى حد الإهانة بالقول: "ليست هذه هي الطريقة المثلى للإخضاع، ولا لإعادة الرهائن، ولا لكسب الحرب. فإرسال عشرات الآلاف من الجنود للمخاطرة بحياتهم في مدينة غزة، ودفع أثمان سياسية ودولية باهظة، لمجرد الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن، ثم الانسحاب، هو حماقة غير أخلاقية وغير منطقية".

ويبدو أن أعضاء آخرين في حزبه يشاركون سموتريتش رأيه، حيث طالب عضو الكنيست عن "الصهيونية الدينية"، تسفي سوكوت، عبر إذاعة الجيش بالإطاحة بنتنياهو، قائلًا: "دون خطة حرب عدوانية على غزة، نحتاج إلى انتخابات. في ظل الوضع الراهن، أعتقد أنه يجب علينا إجراء انتخابات".

بدوره، أعرب أعضاء حزب "القوة اليهودية" بقيادة بن غفير أيضًا عن استعدادهم لخوض الانتخابات، وصرح عضو الكنيست إسحاق كرويزر لإذاعة 103FM بأن "الحزب سيدرس خوض الانتخابات إذا لم يُفضِ الاقتراح إلى هزيمة كاملة للمنظمات الإرهابية في قطاع غزة".

عناد الجيش

ذكرت هيئة البث العبرية أن الجيش الإسرائيلي سيدفع بكل قواته النظامية إلى غزة، حيث يعمل حاليًا على بناء خطة احتلال للمدينة، ويحتاج إلى أسبوع لصياغة الخطوط العريضة.

وذكرت الهيئة أن "الخطط العسكرية لعملية احتلال مدينة غزة ليست واضحة حتى الآن، ومنها مسالك الاقتحام وما إذا كان الاحتلال سيتم مرة واحدة أو على مراحل"، فيما لم يعلق الجيش على ذلك كله.

أخبار ذات علاقة

الجنرال مارك كيميت

جنرال أمريكي يكشف موقف واشنطن من خطة نتنياهو لاحتلال غزة

 

من ناحيته، يعارض رئيس الأركان إيال زامير خطة نتنياهو، وقدم اقتراحه الخاص إلى "الكابينت"، محذرًا من أن الخطة المقترحة ستُعرّض الرهائن للخطر، وستزيد الضغط على الجيش.

في ذات الإطار، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لشبكة "نيوز ماكس" الأمريكية: "نحن لم نخطط لحملة طويلة كالتي نخوضها بغزة وقد اعتدنا على الحملات القصيرة".

وأضاف: "نحن لم نفكك حماس بشكل كامل حتى الآن والجيش سينفذ الأوامر التي سيتلقاها، ويجب بحث تداعيات احتلال غزة وعرضها على القيادة السياسية لاتخاذ القرار".

الرفض الشعبي

كشف استطلاع للرأي أجرته هيئة البث العبرية عن رفض واسع في أوساط الإسرائيليين لاستمرار الحرب التي يخوضها الجيش في قطاع غزة، منذ نحو عامين تقريبًا.

وأعرب أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع عن رفضهم للطريقة التي يدير بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومجلسه الأمني المصغر "الكابينت" الحرب في غزة، حيث عبّر 60% عن اعتقادهم أن نتنياهو لا يدير الحرب بشكل جيد.

وأبرزت نتائج الاستطلاع أن 54% من المشاركين عبّروا عن تأييدهم لإنهاء الحرب تمامًا وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، في حين عبّر 28% عن تأييدهم لتوسيع القتال واحتلال مدينة غزة.

ورأى 46% من المشاركين أن سبب استمرار الحرب هو "اعتبارات سياسية" لبقاء ائتلاف اليمين المتشدد في الحكومة، فيما رأى 25% أن استمرار الحرب هدفه القضاء على حركة "حماس"، في حين رأى 19% أنها لإعادة الأسرى.

أخبار ذات علاقة

جنود إسرائيليون في قطاع غزة

خطة إسرائيلية للتعامل مع مقاتلي حماس قبل احتلال قطاع غزة

 

 
 
 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC