logo
العالم العربي

"قيود خطيرة".. احتلال غزة يصطدم بتمرد "الاحتياط" وفخاخ حماس

"قيود خطيرة".. احتلال غزة يصطدم بتمرد "الاحتياط" وفخاخ حماس
دبابات وجنود إسرائيليون على حدود غزةالمصدر: أ ف ب
09 أغسطس 2025، 7:14 ص

كشفت تصريحات القيادة الإسرائيلية عن أن "احتلال قطاع غزة" بالكامل سيبدأ بهدف أضيق نطاقاً يتمثل في الاستيلاء على مدينة غزة أوّلا، وهو ما يُشير إلى وجود "قيود خطيرة" على الموارد من المرجح أن تحد من وتيرة ونطاق العمليات العسكرية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أنه بعد عامين من الصراع المسلح المستمر، أصبحت القوات الإسرائيلية منهكة، وتقول أغلبية كبيرة من المواطنين إنهم يريدون التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وتحرير الرهائن الذين لا تزال حركة حماس تحتجزهم في قطاع غزة.

وفي الأسابيع الأخيرة، سحب الجيش قواته من غزة لمنح الجنود قسطا من الراحة، وصرح عدد من جنود الاحتياط لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأنهم لن يعودوا إلى غزة إذا ما استُدعوا مرة أخرى. وقد ساهم الضغط على الجنود في تراجع الدعم الشعبي للحرب.

أخبار ذات علاقة

مبان مدمرة في مدينة غزة جراء غارات إسرائيلية

"إندبندنت": خطة نتنياهو لاحتلال غزة "مقامرة" بمستقبل إسرائيل

تمرد جنود الاحتياط

ولفتت إلى أن القادة في إسرائيل يؤكدون أنه أصبح من الصعب إقناع جنود الاحتياط بالمشاركة في جولات القتال الجديدة في غزة، فبالرغم من أن خدمتهم ليست اختيارية، إلا أن هناك بعض التنازلات في إسرائيل، التي تحاول استيعاب الظروف العائلية أو الضغوط المالية، لا سيما في ظل فترات الانتشار الطويلة.

وأعلن نتنياهو، الخميس، أن الجيش الإسرائيلي سيسيطر على قطاع غزة بأكمله، وهو جيب فلسطيني يقطنه نحو مليوني نسمة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بهدف نزع سلاح حركة حماس وإبعادها عن السلطة. وقد أقرّ مجلس الوزراء الأمني هذه الخطة، الذي قال إن الجيش سيبدأ من مدينة غزة.

ولم تحدد إسرائيل موعد بدء العملية، أو المدة التي ستستغرقها، أو عدد القوات التي قد تحتاجها. لكن محللين عسكريين قالوا إن الوضع قد يستمر لأسابيع أو لأشهر، في حين أعربت منظمات الإغاثة عن قلقها من أن أي هجوم سيعيق جهود توفير الغذاء والرعاية الطبية للسكان.

أخبار ذات علاقة

 رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

نتنياهو: غزة ستخضع لحكم مدني لا يتبع السلطة الفلسطينية ولا حماس

ساحة معركة صعبة

وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة غزة هي أكبر مركز سكاني في شمال القطاع، ويقطنها مئات الآلاف من الفلسطينيين، وطبيعتها الحضرية الكثيفة، وشبكة الأنفاق التي يستخدمها المسلحون تحت الأرض، تجعلها ساحة معركة صعبة. ويُعتقد أن بعض الرهائن الإسرائيليين الناجين محتجزون هناك.

وقال أمير أفيفي، المسؤول الدفاعي الإسرائيلي السابق والمقرب من الحكومة الحالية، إن "التقدم السريع سيتطلب عدة فرق عسكرية تضم عشرات الآلاف من الجنود"، مضيفاً أن "من المرجح أن تختار إسرائيل عملية أكثر تدرجاً تُقلل الضغط على القوى البشرية".

وأردف أفيفي قائلاً، إن "إسرائيل تحاول إيجاد التوازن، فلا تسعى إلى الاستيلاء على كل شيء بل إلى التركيز على منطقة حيوية"، على حد تعبيره.

وقال بعض المحللين إن "إسرائيل تأمل، على ما يبدو، أن يُعيد الضغط العسكري المتزايد حركة حماس إلى طاولة المفاوضات، بشروطها، وقد تُوقف العملية في أي وقت".

في المقابل، يرى المحللون أن تلك مخاطرة كبيرة بالنظر إلى الضغط على الجيش الإسرائيلي والمخاطر التي تُهدد صورة إسرائيل الدولية ودعمها الداخلي.

وقال يوئيل جوزانسكي، وهو زميل بارز في "معهد دراسات الأمن القومي" وهو مركز أبحاث مقره تل أبيب: "مع التهديد بالاستيلاء الكامل على غزة، ربما تكون إسرائيل قد "تحملت أكثر مما تستطيع تحمله".

شكوك حول الخطة

وأبدى الجيش الإسرائيلي شكوكه حيال فكرة احتلال قطاع غزة بالكامل، وعارضها رئيس الأركان إيال زامير، محذرا من الوقوع في فخاخ "حماس"، ومؤكدا على ضرورة منح قواته قسطا من الراحة.

ومنذ انهيار وقف إطلاق النار في مارس/ آذار، سيطرت إسرائيل على نحو 75% من قطاع غزة، وأصبحت أجزاء من مدينة غزة تحت سيطرتها بالفعل. ويوم الخميس، أمر الجيش بإخلاء حيين آخرين - الدرج والتفاح - ردا على إطلاق صواريخ من المنطقتين، بحسب اداعات إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل خاضت معارك لعدة أسابيع في الشمال، بما في ذلك مدينة غزة، في الأشهر الأولى من الحرب قبل أن تتجه إلى مواقع حركة حماس في الجنوب".

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن "نقص القوى البشرية العاملة هو من بين القيود الرئيسة التي تواجه إسرائيل، في ظل خوض الجيش معارك منذ ما يقرب من عامين عبر جبهات متعددة في غزة ولبنان وسوريا والضفة الغربية".

وأظهرت استطلاعات الرأي في إسرائيل على مدى أشهر أن غالبية كبيرة من السكان تؤيد إنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن. 

وأظهر استطلاع حديث أجراه مركز "أكورد" في الجامعة العبرية بالقدس أن 79% من الإسرائيليين يرون أن إنهاء الحرب في غزة هو المهمة الوطنية الأكثر إلحاحا.

الرهائن في خطر

وتخشى عائلات الرهائن الذين تحتجزهم "حماس" أيضاً من أن العمليات العسكرية في المناطق التي لا يزال يحتجز فيها الأشخاص قد تعرضهم للخطر.

وأعرب محللون عن شكوكهم بشأن ما إذا كان التهديد بالاحتلال كافيا لكسر الجمود في محادثات التوصل إلى وقف إطلاق النار. وقد سحبت إسرائيل والولايات المتحدة فريقيهما من المحادثات الشهر الماضي، قائلين إن "حماس" لم تبدِ اهتماما بالتوصل إلى اتفاق. في حين أكدت الحركة أنها تتفاوض بحسن نية.

وقال إسرائيل زيف، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد كان يرأس فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي: "ربما تتسرع إسرائيل إلى حد ما في استخدام الأساليب العسكرية؛ وهو ما قد يكون خطأ في نهاية المطاف، ولكن ليس لديهم الكثير من الخيارات".

أخبار ذات علاقة

 رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال إيال زامير

صراخ في وجه زامير بشأن احتلال غزة.. ما علاقة الرهائن الإسرائيليين؟

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC