الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن

logo
العالم العربي

"إندبندنت": خطة نتنياهو لاحتلال غزة "مقامرة" بمستقبل إسرائيل

"إندبندنت": خطة نتنياهو لاحتلال غزة "مقامرة" بمستقبل إسرائيل
مبان مدمرة في مدينة غزة جراء غارات إسرائيليةالمصدر: أ ف ب
08 أغسطس 2025، 7:03 م

وصفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بأنها "مقامرة بمستقبل إسرائيل" نفسها. 

وقالت الصحيفة، إنه مع توقف ألمانيا عن بيع الأسلحة لإسرائيل بسبب غضبها مما يحدث في غزة، يواجه بنيامين نتنياهو الآن عزلة عالمية واندفاعا نحو الاستبداد، ولا يمكن لأمريكا وحدها أن توقفه.

وأضافت أن نتنياهو يعتقد أنه وجد أخيرًا حلاً لمشكلة غزة. إعادة احتلال كامل لمساحة 365 كيلومترًا مربعًا من الأرض، وإخلاء جماعي لسكانها في عملية "استيلاء" تشوّه الديمقراطية الداخلية لإسرائيل، وتهدد بوضعها في مصاف الدول المنبوذة.

أخبار ذات علاقة

مجلس الأمن

مجلس الأمن يبحث "خطة احتلال غزة" يوم السبت

لحظة فارقة

ووفقاً للصحيفة، هذه لحظة فارقة قد تزيد من انقسام أوروبا عن أمريكا حيث ورد أن دونالد ترامب قد أُطلع مسبقًا على خطة غزة. ويدرك الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي أنهما يُساقان إلى فخ نصبته حركة حماس، ولكن بتعليمات من نتنياهو.

وترى الصحيفة أن استمرار احتلال إسرائيل لغزة يضمن استحالة حل الدولتين. ومع ذلك، لا يهتم رئيس الوزراء الإسرائيلي إلا بالبقاء التكتيكي لنفسه في منصب رئيس الوزراء على المدى القصير. وهو مستعد للمخاطرة ببقاء إسرائيل على المدى الطويل لضمان ذلك.

وتضيف "إندبندنت" أن نتنياهو لا يكترث بأنه مع دخول الدبابات الإسرائيلية إلى مدينة غزة، التي يُقال إنها ستُخلى من جميع المدنيين بحلول السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ستنتهي مزاعم إسرائيل بأنها دولة ديمقراطية. والأسوأ من ذلك بالنسبة لإسرائيل، بالنظر إلى الإدانة الدولية التي أعقبت قرارها بشن حرب لا تنتهي، هو أن الدولة اليهودية ستواجه عقوبات حتمية بحلول نهاية العام.

ومن الصعب أن نرى كيف سيُخفف نتنياهو من حدة الغضب الذي سيُثيره في ظل الانهيار العالمي في الدعم لأفعال إسرائيل في غزة حتى الآن.

أخبار ذات علاقة

مركبة عسكرية في مصنع لشركة راينميتال الألمانية

من "دولفين" إلى ناقلات الجند.. أسلحة ألمانية لن تدخل إسرائيل

تحرك ألماني

وبالفعل، تحركت ألمانيا، التي دافعت عن نتنياهو وسياسات إسرائيل، لحظر بيع أي أسلحة من ألمانيا يُمكن استخدامها في غزة. وستأتي، أو ينبغي أن تأتي، العقوبات الاقتصادية الأوروبية وحظر السفر على الإسرائيليين مع استمرار قتل سكان غزة. كما أدانت أستراليا قرار نتنياهو، وتقود جنوب أفريقيا الجهود الرامية إلى مقاضاة الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة.

ووفقًا لمعهد "واتسون" للشؤون الدولية والعامة، قدّمت الولايات المتحدة لإسرائيل 22.8 مليار دولار (16.8 مليار جنيه إسترليني) كمساعدات عسكرية في السنة الأولى من حملتها على غزة. وبعبارة أخرى، لا يمكن لإسرائيل المضي قدمًا في خططها الجديدة في غزة بدون أموال وأسلحة أمريكية.

في الوقت الحالي، تبدو الولايات المتحدة مستعدة لمواصلة تقديم كليهما، ولكن مع خطر حدوث اضطرابات سياسية داخلية. فقد أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "غالوب" في يوليو/ تموز أن 60% من الأمريكيين لا يوافقون الآن على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وكان ذلك قبل التصعيد الأخير.

"خطة غبية وخطيرة"

وعلى الرغم من مدى رعب أوروبا وبقية العالم مما يفعله نتنياهو، إلا أن إدارة ترامب كانت داعمة له حتى الآن. ومما لا شك فيه أن قرار إسرائيل بتكثيف جهودها العسكرية هناك سيزيد من سفك الدماء ويرسّخ الاحتلال الإسرائيلي.

وبينما يُجبر البشر على النزوح إلى معسكرات أكثر تركيزًا، سيتسارع انجراف إسرائيل نحو الاستبداد. لقد قوّض نتنياهو بالفعل استقلال القضاء الإسرائيلي بتشريعات تُخضعه للسياسيين. وقد أقال مؤخرًا النائب العام المسؤول عن الادعاء ضده.

وبينت الصحيفة أن إسرائيل ستضطر إلى مواصلة حشد أعداد هائلة من المجندين والاحتياطيين لعملية عسكرية يراها كبار الضباط خطةً غبية وخطيرة.

وأفادت التقارير بأن رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، إيال زامير، لجأ إلى الصراخ في مجلس الوزراء الأمني المصغر، محذرًا من أن خطة إعادة الاحتلال ستؤدي إلى مقتل جميع الرهائن.

ويرفض جنود الاحتياط القتال في غزة بأعداد متزايدة. ورغم أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تخفي الكثير من حقيقة ما يحدث في القطاع عن معظم الإسرائيليين، إلا أن حقيقة ما يحدث هناك بدأت تتكشف.

وكثير من الجنود منهكون تمامًا مما يبدو الآن حرب نتنياهو الأبدية. ستستغرق إسرائيل سنوات من القتال قبل أن تتمكن من فرض أي شيء يشبه "السيطرة" على غزة. سيتطلب الأمر عشرات الآلاف من الجنود لإدارة نقاط التفتيش ومراقبة ما تبقى من السكان هناك. 

أخبار ذات علاقة

الجنرال إيال زامير وبنيامين نتنياهو

"خطوط حمراء".. جنرالات الجيش الإسرائيلي يعرقلون مشروع "احتلال غزة"

خطة احتلال غزة

ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو فاز بخطةٍ قائمة على 5 مبادئ. وتتمثل أهداف الحرب، رسميًا، في نزع سلاح حركة حماس، وإنقاذ الرهائن، ونزع سلاح غزة بالكامل، والحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع بأكمله، ثم فرض إدارة مدنية لا تتبع حركة حماس ولا السلطة الفلسطينية.

وترى الصحيفة أن هذه خطة لإعادة احتلال غزة بشكل دائم، تمامًا كما استمر الاحتلال المؤقت للضفة الغربية بعد حرب الأيام الستة عام ١٩٦٧ حتى اليوم. 

وأردفت "إندبندنت" بأن أعضاء حكومة نتنياهو يريدون أن يروا إعادة توطين إسرائيلية دائمة في غزة. وسيُجبر مليون شخص على الأقل من سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، على النزوح في المرحلة الأولى من حملة إعادة الاحتلال. ويفترض نتنياهو أن دافعي الضرائب الأمريكيين على استعداد لدفع ثمن هذه النتيجة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC