رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
فتح الهجوم الإسرائيلي على مقر حركة حماس، الثلاثاء، في العاصمة القطرية الدوحة، الباب أمام تساؤلات حول تأثير ذلك على الحركة ومفاوضات صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويرى محللون أن إسرائيل حاولت من خلال العملية حسم الحرب بطريقة متهورة مع حماس، وكذلك إحداث كسر للهيكلية التنظيمية لها، بما يدفع إسرائيل لمفاوضات مباشرة مع خاطفي الرهائن في قطاع غزة.
واعتبرت المحللة السياسية، رهام عودة، أن هدف العملية كسر التسلسل التنظيمي لدى حماس، وتفكيك هيكليتها، مشيرة إلى أن العملية قد تدفع حماس لاتخاذ خطوات تصعيدية إضافية.
وقالت عودة، لـ"إرم نيوز"، "يهدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من عملية الاغتيال هذه إلى كسر التسلسل التنظيمي لدى حماس، وتفكيك هيكليتها القيادية".
وأضافت: "إسرائيل اعتقدت أنها بذلك ستفتح الباب للجيش الإسرائيلي للتفاوض مباشرة وفي أرض المعركة بقطاع غزة، بالتعاون مع الميليشيات العشائرية المسلحة، وحراس الأسرى الإسرائيليين المنتمين لحماس، والفصائل الأخرى".
وتابعت: "من خلال هذه المفاوضات، قد يُقدّم الجيش الإسرائيلي لحراس الرهائن صفقات مالية أو إقناعهم بتسليم الأسرى مقابل خروج آمن لهم، أو وعودًا بعدم المساس بحياتهم، وذلك لإقناعهم بتسليم الأسرى الإسرائيليين".
وقالت عودة: "في حال رفض حراس الأسرى ذلك، قد يتخذ نتنياهو قرارًا بشن عمليات خاصة في القطاع، وبالتعاون مع الميليشيات العشائرية المسلحة، من أجل محاولة تحريرهم بغض النظر عن خطورة مثل هذه العمليات على حياة الأسرى الإسرائيليين".
وأوضحت عودة أن "نتنياهو بهذه العملية اتخذ قرارًا رسميًا بإنهاء ملف مفاوضات الصفقة مع حماس عبر الوساطة العربية بشكل نهائي، كما تشير إلى أن إسرائيل حسمت، بشكل نهائي، عملية الاحتلال الكامل لمدينة غزة".
وأكد أن"هناك تخوفاً إسرائيلياً كبيراً من أن تعود العمليات التفجيرية بشكل كبير إلى القدس، والمناطق داخل الخط الأخضر، لذا إسرائيل تحاول حسم الحرب مع حماس بأسرع الطرق، وكافة الوسائل".
ويرى المحلل السياسي، أشرف عكة، أن هذه العملية المتهورة إنذار بتوسيع دائرة الاشتباك مع حركة حماس لمناطق عدة خارج قطاع غزة.
وقال عكة، لـ"إرم نيوز"، "إسرائيل توسع دائرة النار ودائرة الاشتباك مع حماس، وبالتالي لن يكون الاشتباك في قطاع غزة فقط، وقد تتوسع عمليات الاغتيال لكل أنحاء العالم، وكذلك الهجمات المضادة من حماس".
وتوقع أن تبدي حماس مواقف أكثر تشددًا خلال أي جولة مقبلة من المفاوضات، مشيرًا إلى أن رهان إسرائيل على تفكيك البنية الهيكلية والقيادية لحركة حماس "غير واقعي".

وأوضح عكة أن "التجربة العملية عبر عشرات الاغتيالات خلال السنوات الماضية، وعلى رأسها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، أثبتت أن ذلك لا يؤثر كثيرًا على مواقف حماس".
وأضاف: "هناك بالفعل انقسامات معينة حول بعض القضايا المرتبطة بالحرب والمفاوضات، لكن هذا الاستهداف وبهذه الطريقة للوفد الذي يفاوض ويناقش مقترح وقف إطلاق النار في غزة سيدفع الحركة لمزيد من العناد، وعدم التعاطي مع جهود الوسطاء".
وأشار إلى أن هذه العملية تنهي مسار التفاوض بشأن المقترحات الحالية لوقف إطلاق النار، رغم إدراك حماس لتداعيات ذلك، واستغلاله من قبل إسرائيل لتوسيع عمليتها العسكرية في مدينة غزة.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي، عليان الهندي، أن الهدف الأساس لإسرائيل من هذه العملية هو إفشال المفاوضات، معتبرًا أن إسرائيل تمهد لتنفيذ خطة التهجير في غزة.
وقال الهندي، لـ"إرم نيوز"، "إسرائيل تريد اغتيال الطرف المفاوض للاستمرار في هذه الحرب لإبادة قطاع غزة، وفرض الهجرة القسرية على السكان".
وأضاف، "إحداث انقسام في صفوف حماس من خلال الاغتيالات رهان فاشل، وهو ما تأكد من خلال عمليات سابقة أكبر".
وتابع أن "على حماس اتخاذ خطوات للتوصل إلى صفقة سريعة بدعم كل الوسطاء، والبحث عن حل مقبول لملف حكمها في غزة، لأنه لا توجد أرض تحكمها الحركة في غزة، وإحباط المخطط الإسرائيلي لنسف مسار المفاوضات والاستمرار في خططها بشأن غزة".