تواجه رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ضغوطاً متصاعدة من أعضاء البرلمان الأوروبي لتبني موقف أكثر صرامة تجاه الحكومة الإسرائيلية بسبب الكارثة الإنسانية في غزة، لإثبات قيادة الاتحاد الأوروبي والحفاظ على مصداقيته.
ومع اقتراب خطابها السنوي عن حالة الاتحاد، يوم الأربعاء، يتوقع أن تتناول فون دير لاين دور الاتحاد على الساحة الدولية، لكنها تواجه انتقادات حادة من الوسطيين واليساريين الذين يرون أن المفوضية "منفصلة" عن الواقع في غزة، ويطالبون بإجراءات ملموسة ضد إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وأقر الاتحاد الأوروبي بانتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان، ووضع قائمة عقوبات محتملة، لكنه فشل في اتخاذ إجراءات بسبب انقسامات بين الدول الأعضاء الـ27.
وفي يوليو/تموز، اقترحت المفوضية تعليقاً جزئياً لمشاركة إسرائيل في برنامج "هورايزون" البحثي بقيمة 94 مليار يورو، لكن الاقتراح لم يحظَ بالدعم الكافي، خاصة من ألمانيا وإيطاليا، وفق تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وتؤكد كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية، أن الخيارات مطروحة لكن التوافق بين الدول مفقود، مما يعيق تحرك الاتحاد، مشيرة إلى تقدم منذ اتفاقية المساعدات الإنسانية مع إسرائيل في يوليو/تموز، فقد دخلت 2904 شاحنات إلى غزة بين 10 يوليو/تموز و1 سبتمبر/أيلول، مقارنة بعدم دخول شاحنات بين مارس/آذار ويوليو/تموز.
لكنها أقرت بأن هذا غير كافٍ، في الوقت الذي ينتقد فيه إراتكسي غارسيا بيريز، زعيم الاشتراكيين الإسبان، استخدام الاتفاقية كذريعة لتجنب الإجراءات، مطالباً فون دير لاين بكسر صمتها، قائلًا: "لا يمكننا أن نكون متواطئين بينما يُقتل عشرات الآلاف".
أما هيلدي فوتمانس، النائبة الليبرالية البلجيكية، فتحذّر من أن المجاعة في غزة "فعل سياسي" وليست كارثة طبيعية، وأن استمرار الحديث عن القيم دون عمل يهدد مصداقية أوروبا.
وتقترح قراراً يدعو لتعليق الجزء التجاري من اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، فرض عقوبات على المستوطنين العنيفين في الضفة الغربية، وحظر منتجات المستوطنات غير القانونية.
لكن دعم هذا القرار، المرجح التصويت عليه الخميس، غير مؤكد بسبب تباين مواقف حزب الشعب الأوروبي والاشتراكيين، فقد اتهم باس إيكهوت، زعيم الخضر، المفوضية بالتكرار غير الفعال لدعم حل الدولتين دون مواجهة تصرفات إسرائيل، مثل توسيع المستوطنات.
وقارن نهج فون دير لاين الحذر تجاه غزة بدفعها الجريء لترشيح أوكرانيا لعضوية الاتحاد، مؤكداً أن القيادة تتطلب تحركات جريئة.
وفي الوقت نفسه، حث 116 عضواً سابقاً في البرلمان، بمن فيهم جوزيب بوريل، فون دير لاين وكالاس على تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، مما يعكس الضغط المتزايد لتحرك أوروبي حاسم.