إعلام سوري: انفجار سيارة في حلب وأنباء عن سقوط قتلى ومصابين
تباينت الآراء حول تعامل الإدارة الأمريكية القادمة للرئيس الجمهوري دونالد ترامب، مع التطورات التي تشهدها سوريا مؤخراً، مع سقوط مدينة حلب في يد مجموعات مسلحة في عملية لم تتجاوز الـ 72 ساعة.
ورأى خبراء في العلاقات الدولية، أن "ترامب" سيتعامل مع التطورات التي تشهدها سوريا مؤخراً، في إطار العمل على مقاربات مع الجانب الروسي في هذا الملف في ظل رغبته في تهدئة مناطق النزاع في الشرق الأوسط، واللجوء إلى سبل تفاوضية مع الأطراف المتصارعة في مناطق التوتر.
هذا بالإضافة إلى إعادة تقييم الجماعات المسلحة في سوريا، سواء كانت تابعة لإيران أو مدعومة من جانب دول أخرى.
وذكر آخرون أن "الحل الذي يراه ترامب للتعامل مع سوريا في ظل عمله على وقف النزاعات في العالم، ينطلق مما وصفه بعملية ترطيب، تركز على إنشاء فيدراليات، تنطلق من الشمال السوري، هو تحقيق لهدف إسرائيلي في الأساس، من خلال دور تركي ومباركة غربية".
وكان ترامب أعلن في مناسبات عديدة، خلال حملاته الدعائية في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها في نوفمبر الماضي على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، نيته في سحب القوات الأمريكية من مواقع نزاعات تتواجد فيها بمناطق تشهد صراعات حول العالم ومن بينها سوريا، والعمل على إنهاء الحروب في العالم ومن بين ذلك الشرق الأوسط، وذلك حتى يتفرغ لتحديات الداخل الأمريكي ومصالحه لاسيما في مواجهة الصين.
ويقول الأكاديمي والمتخصص في الشأن السياسي الدولي، الدكتور حامد الصراف، إن "ترامب الذي أعلن في مناسبات عدة، بالخروج من مناطق النزاعات والحرب والاهتمام بالشأن الأمريكي الداخلي، سيعمل على مقاربات مع الجانب الروسي في هذا الملف في ظل رغبته في تهدئة مناطق النزاع في الشرق الأوسط".
ويبين الصراف، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "ادارة بايدن تعمل قبل رحيلها على إبقاء مناطق التوتر في أوكرانيا والشرق الأوسط مشتعلة مع إضافة تعقيدات جديدة، يصطدم بها ترامب وتكون بمثابة أعباء مستقبلية تعرقل أهداف الإدارة القادمة".
وأشار إلى أن "إدارة ترامب ترغب في التعامل مع ملفات النزاعات الدولية والحروب، بسبل تفاوضية مع الأطراف المتصارعة في أوكرانيا والعراق وفلسطين المحتلة، حتى يكون التفرغ للقضايا الأمريكية الخاصة بالهجرة غير الشرعية والوضع الاقتصادي والتضخم فضلاً عن التمدد الصيني".
وبحسب الصراف، فإن الأوضاع التي وصلت إليها سوريا مؤخراً مع ما جرى في الشمال، قائم على ارتدادات عديدة، من بينها فشل استراتيجية اليمين المتطرف الاسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو في تحقيق أهدافه الخاصة بإنهاء حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
وأضاف: "تحول إلى التركيز على سوريا، بتحريك جماعات متشددة نحو الشمال السوري بمعاونة من أفرع بالدولة العميقة في الولايات المتحدة، للتعامل مع ما تراه تل أبيب حلقة وصل تربط إيران مع العراق وسوريا الى لبنان وخط إمدادات ومعونة عسكرية إلى هناك".
ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية في برلين، الدكتور عبد المسيح الشامي، أن "ترامب أعلن منذ فترة نية الانسحاب من شمال سوريا، ضمن استراتيجيته الخاصة بتهدئة صراعات وحروب في العالم كما أكد في حملته الانتخابية".
وذكر الشامي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "ترامب يعتزم عدم استمرار القوات الأمريكية في مناطق توتر، سواء سوريا أو غيرها، في ظل ما يراه من ضرورة وقف استنزاف القدرات الأمريكية في الحروب والانتقال للمواجهات الاقتصادية التي لا تحمل أبعاد عنف".
وأشار الشامي إلى أن "إدارة ترامب ستعمل مع الجانب الروسي، على إعادة تقييم الجماعات المسلحة في سوريا خلال الفترة القادمة، سواء كانت تابعة لإيران أو مدعومة من جانب دول أخرى، لبحث إمكانية إنهاء وجود هذا النوع من المجموعات".
ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون الفرنسية، والخبير في العلاقات الأمنية والاستراتيجية الدكتور عبد الرحمن مكاوي، أن "ترامب سيحاول وقف النزاعات في العالم خاصة الشرق الأوسط، ووجهة نظره في التعامل مع سوريا في هذا الصدد، تنطلق مما وصفه بعملية ترطيب، تركز على إنشاء فيدراليات، تنطلق بفيدرالية من الشمال السوري".
ولفت مكاوي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن "إنشاء هذه الفيدرالية هدف إسرائيلي في الأساس، لإضعاف الدولة السورية والسعي لتقسيم البلاد إلى أقاليم فيدرالية بسلطة منفصلة تخضع لاعتبارات، سواء كانت أثنية أو لغوية أو أخرى".