ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
كشفت مصادر لبنانية أن إسرائيل أنشأت منذ دخول الهدنة مع حزب الله حيز التنفيذ، في 27 نوفمبر تشرين الثاني من العام الفائت، 20 منطقة عزل كاملة داخل الأراضي اللبنانية جنوب نهر الليطاني.
ويزيد ذلك بعشرة أضعاف عما كان موجوداً قبل الحرب، حيث كانت هناك منطقتا عزل فقط في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وبحسب مصادر مقربة من مركز القرار العسكري في لبنان، فإن وثيقة أعدها الجيش اللبناني وجرى رفعها إلى رئاستي الدولة والحكومة، أظهرت أن مناطق العزل الجديدة التي أنشأتها إسرائيل أقيمت على أنقاض أراضي أكثر من 18 بلدة وقرية لبنانية حدودية.
وأشارت المصادر، في حديث لـ "إرم نيوز"، إلى أن المواقع التي أقامت إسرائيل عليها مناطق عازلة شملت بلدات عيتا الشعب والخيام (الجزء الشرقي والجنوبي)، كفر كيلا، ديرميماس، مروحين، بليدا، يارون، ميس الجبل (الأحياء الشرقية)، رب ثلاثين، ياطر، بالإضافة إلى قرى حدودية أخرى تم إعلانها مناطق عسكرية مغلقة.
وقالت المصادر إن هذا التوسع الإسرائيلي في احتلال المزيد من الأراضي اللبنانية ليس عملا عشوائياً، بل جزءا من خطة لإنشاء "مناطق عازلة دائمة"؛ الأمر الذي يُشكّل خرقاً صريحاً لقرار الأمم المتحدة 1701 (2006)، الذي يُلزم إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلها في لبنان.
وتظهر معلومات ميدانية أن إسرائيل لجأت إلى هدم أكثر من 500 منزل بالكامل داخل المناطق العازلة التي أنشأتها، كما زرعت ألغاما مضادة للأفراد والدبابات ونصبت أسوارا إلكترونية وكاميرات حرارية ومنعت الجيش اللبناني نفسه من الدخول إليها.
وفي وقت سابق، وصف أكثر من مسؤول لبناني الإجراءات الإسرائيلية بأنها ليست مجرد انتهاكات، بل عملية ضم تدريجي لأكثر من 7% من أراضي جنوب الليطاني، حيث تستغل إسرائيل الهدنة لبناء واقع جديد لا يمكن العودة عنه.
وقال المسؤولون اللبنانيون إن المناطق العازلة الـ20 التي أنشأتها إسرائيل هي في الحقيقة "مناطق تطهير" تستهدف إفراغ كامل الجنوب اللبناني من سكانه وتحويله إلى شريط أمني إسرائيلي دائم، تماماً كما فعلت في غزة مع الخط الأصفر.
وترفض إسرائيل حتى الآن أيضا السماح للقوات الدولية "اليونيفيل" بدخول المناطق العازلة، وهددت بإطلاق النار على أي دورية تقترب أكثر من هذه المناطق العازلة.
ومع استمرار الانسحاب التدريجي لليونيفيل تحت الضغط الأمريكي-الإسرائيلي، يخشى مراقبون أن يتحول جنوب لبنان إلى "غزة ثانية" خلال أشهر، بوجود احتلال جزئي يتمثل في مناطق عازلة دائمة ونزوح دائم للسكان.
يشار إلى أن احتلال إسرائيل مساحات كبيرة في جنوب لبنان أدى إلى نزوح 83 ألف لبناني بشكل دائم، وتدمير 2846 مبنى.
