الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
منذ الإعلان عن خطته لوقف الحرب في غزة، كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها تتجاوز القطاع إلى ما أسماه "السلام الشامل" في الشرق الأوسط، متعهدا بإنهاء ما وصفها بـ"قرون من الاضطرابات" في منطقة حيوية للعالم.
وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن ترامب المزهو بنجاحه في وقف إطلاق النار بغزة، يسعى للتحول بسرعة إلى المشكلة الأكثر تعقيدا وهي تحقيق السلام الأوسع في الشرق الأوسط، مراهنا على أن عامين من الحرب غيّرا المنطقة كثيرًا لدرجة أنه يمكن وضع العداوات التي استمرت عقودًا جانبًا.
ووصف التقرير مساعي ترامب لتحقيق السلام بالشرق الأوسط بأنها "مقامرة" غير محسوبة العواقب، مستعينا بـ"الدبلوماسية غير التقليدية"، وفي هذا الإطار قدم ترامب في كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي رؤيةً شاملةً لإنهاء عصر العنف الحديث الذي عصف بالشرق الأوسط لما يقرب من قرن.
وأكدت "وول ستريت جورنال"، أن ترامب يراهن على أسلوب غير تقليدي، أثبت فعالية في الإفراج عن الرهائن، ويريد استخدامه مع إيران التي عرض السلام معها، رغم أنها الدولة التي قصفتها الولايات المتحدة هذا العام؛ كما حثّ مجموعةً أوسع من الدول على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل؛ ودعا إلى منطقةٍ خاليةٍ من التشدد والتطرف، مبشرا بـ"الفجر التاريخي لشرق أوسط جديد"، وفق تعبيره.
بدأت تظهر بالفعل بعض التصدعات في المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام. رغم انعقاد قمة شرم الشيخ التي ضمت ما يقرب من عشرين دولة، لإظهار دعمها للخطة.
وتقول الصحيفة، إن القمة انتهت بتوقيع ترامب وقادة تركيا ومصر وقطر على "تعهد سلام مبهم"، مؤكدة أن الحرب في غزة وسلسلة الصراعات المرتبطة بها التي أشعلتها على مدى العامين الماضيين أعادت ضبط الحسابات من أجل تحقيق السلام الحائر في الشرق الأوسط بطرق مهمة، مما أدى إلى تأجيج الدفع الحالي الذي يقوده ترامب.
وأشارت إلى أن نجاح إسرائيل في إضعاف إيران وحلفائها من أقوى الميليشيات، حماس وحزب الله اللبناني، وإزالتها لتهديدات رئيسة، أتاحت هذه التطورات إعادة ترتيب المواقف. لكن أولًا، ستحتاج إدارة ترامب إلى إنجاز المهمة المعقدة المتمثلة في إنهاء الحرب في غزة.
ونقلت عن مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن خلال إدارة بايدن، قوله عن إطلاق سراح آخر رهائن حماس الأحياء: "إنها بداية النهاية. والآن يأتي العمل الجاد".
غير أن تقرير الصحيفة الأمريكية لم يخلُ من بعض التشاؤم بشأن قدرة ترامب على فرض السلام في الشرق الأوسط، مستدلة بمبادرات لإدارات أمريكية سابقة، منيت بالفشل الذريع.
ووفق "وول ستريت جورنال"، فقد أدى هذا النوع من الكلام المتفائل إلى الإحباط أو ما هو أسوأ، معتبرة أن الشرق الأوسط مقبرة للخطط الطموحة.
وتابعت: "كان المحافظون الجدد في إدارة جورج دبليو بوش يأملون في نشر الديمقراطية بالإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين. لكن انتهى بهم الأمر إلى نشر تمرد مدمر استغرق إخماده سنوات".
كما أشارت إلى أن خطة الرئيس جو بايدن لتأمين نهاية للحرب في غزة والاستفادة من ذلك لتحقيق تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية وتوسيع العلاقات الدبلوماسية العربية مع إسرائيل لم تنجح أيضا، وحتى اتفاقيات أوسلو التي تم التوصل إليها في عام 1993، والتي كانت تهدف إلى رسم مسار السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، انهارت في نهاية المطاف وسط ضغوط من المتطرفين على الجانبين.