سادت أجواء الاحتفال خطوات ما قبل وما بعد اتفاق غزة الذي أنهى عامين من الحرب، إذ ركّز الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على التبجيل الذي حظي به، بحسب تقرير صحيفة "نيويورك تايمز".
وأمام الكنيست وصف ترامب الاتفاق بأنه "ليس نهاية حرب فحسب، بل نهاية عصر الإرهاب والموت"، مضيفًا أنه "الفجر التاريخي لشرق أوسط جديد".
لكن وسط هذا الاحتفال، تجنّب ترامب بشكل ملحوظ أي نقاش مفصل حول الخطوات التالية، مثل إعادة بناء غزة أو مستقبل الشعب الفلسطيني.
في تل أبيب، هتف عشرات الآلاف "ترامب، ترامب" في ساحة الرهائن، وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو به كـ"أعظم صديق لإسرائيل"، كما ارتدى أعضاء الكنيست قبعات حمراء تحمل شعاره الشهير "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، وزاد الحديث عن ترشيحه لجائزة نوبل للسلام.
وانتهز ترامب الفرصة ليصف بالتفصيل الضربات العسكرية على إيران، مشيرًا إلى قاذفات بي-2 وطائرات التزود بالوقود التي دمرت مواقع نووية في فوردو ونطنز وأصفهان، كما عرض مرتين على إيران دخول محادثات سلام، قائلًا إنهم "متعبون"، لكنه لم يلق استجابة حماسية.
ومع ذلك، تحت السطح، برزت خلافات واضحة حول مستقبل غزة، إذ أكد ترامب للصحفيين أن "الحرب انتهت"، بينما كان نتنياهو أكثر حذرًا، رافضًا مناقشة استئناف الأعمال العدائية إذا لم تنزع حماس سلاحها أو تغادر القطاع، ولم توافق حماس على هذا الجزء من خطة ترامب المكونة من 20 نقطة، وبدأت قواتها بالعودة إلى الأحياء التي انسحبت منها إسرائيل.
كما أعلن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، أن حماس أفرجت فقط عن رفات أربعة من 28 رهينة توفوا في الأسر، محذرًا من أي تأخير كانتهاك للاتفاق، أما في مصر، فقد حضر ترامب "قمة سلام" في شرم الشيخ، حيث انتشرت لافتات بصورته، وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن القادة يحملون رسالة "كفى حربًا، أهلًا بالسلام".
وحضر زعماء من أكثر من 20 دولة، ووقع ترامب وثيقة وصفها بأنها "شاملة للغاية" وتوضح "القواعد واللوائح"، لكن الوثيقة، كما أصدرها البيت الأبيض، كانت غامضة، وملتزمة بمبادئ عامة مثل حل النزاعات دبلوماسيًا دون تفاصيل جوهرية، بحسب "نيويورك تايمز".
كما ترى الصحيفة الأمريكية أن التركيز على الاحتفال يفسر جزئيًا تجنّب ترامب لأسئلة الخطوات التالية، باستثناء إشارات موجزة، لم يتحدث عن إعادة بناء غزة أو مستقبل الفلسطينيين، ولم يكن هناك نقاش عام عن تنفيذ خطته، سوى اجتماعات لتشكيل قوة استقرار أو تمويل الإعمار.
وتعتقد "نيويورك تايمز" أن تجنب ترامب لتلك الأسئلة، يبدو كأنه يسعى للحفاظ على صورة النجاح الحالي، متجاهلًا العقبات المحتملة مثل عزلة إسرائيل الدبلوماسية بسبب الخسائر المدنية، أو رفض القوى الأوروبية للبدائل عن دولة فلسطينية مستقلة.
وبينما يحتفل بالإنجازات العسكرية والدبلوماسية، يترك المستقبل غامضًا، بحسب "نيويورك تايمز"، خاصة مع حذر نتنياهو الذي أكد أن الحملة في غزة "لم تنتهِ"، وإلغائه حضور القمة متذرعًا بعطلة يهودية.