مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ
كشفت التصريحات المتناقضة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول ما إذا كانت الحرب في غزة قد انتهت أم لا تزال مستمرة، عن وجود صراع بين طموحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السياسية، الذي يسعى لتعزيز صورته كصانع سلام، وبين المخاوف الأمنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ضغوطا داخلية متزايدة من اليمين المتطرف تهدد بإسقاط حكومته.
وفي الوقت الذي أعلن فيه ترامب أن "الحرب في غزة انتهت"، فقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي مرارا أن "الحرب لم تنتهِ، وهناك تحديات أمنية كبيرة أمامنا"؛ ما أثار المخاوف من هشاشة الهدنة في غزة، وطرح تساؤلات عن تأثير الاختلاف في رؤية الجانبين الأمريكي والإسرائيلي على وثيقة الضمانات التي جرى توقيعها خلال قمة شرم الشيخ.
ويرى الخبير السياسي جبران سليم الدرة أن تصريحات ترامب خلال زيارته إلى إسرائيل بشأن انتهاء الحرب تستهدف تعزيز صورته كسياسي يسعى لنشر السلام في منطقة الشرق الأوسط؛ وهو الأمر الذي عجز عن تحقيقه رؤساء أمريكيون خلال السنوات العشرين الماضية.
وأشار الدرة في حديثه لـ"إرم نيوز" إلى أنه، وعلى النقيض من التوجهات الأمريكية، فإن نتنياهو أكد أكثر من مرة بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، أن تحديات أمنية كبيرة لا تزال قائمة، وفي مقدمتها تدمير أنفاق حماس والحفاظ على حزام أمني دائم في قطاع غزة.
وأكد الدرة أن التناقض بين الرؤيتين الأمريكية والإسرائيلية يُثير المخاوف من انهيار الهدنة في أي وقت، رغم توقيع وثيقة الضمانات على انتهاء الحرب في غزة خلال قمة شرم الشيخ.
من جانبه، قال الخبير السياسي نعيم أبو عبده إن استمرار فرض إسرائيل شروطا أمنية جديدة، كتلك التي أعلن عنها نتنياهو ووزير الدفاع كاتس، مثل المراقبة الدائمة للجيش الإسرائيلي على ممر فيلادلفيا، وتدمير الأنفاق في غزة، عبارة عن "عبوات مفخخة" يمكن أن تفجر الأوضاع مجددا، وعلى نحو يتناقض مع رؤية ترامب في وضع نهاية للحرب التي دامت أكثر من عامين.
وأوضح أبو عبده لـ"إرم نيوز"، أن التناقض في الرؤى بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وعلى النحو الذي ظهر مجددا من تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين، من شأنه تأخير المرحلة الثانية من خطة ترامب، في حال أصرت إسرائيل على فرض شروط أمنية جديدة.
وكرر أبو عبده التأكيد على أن التناقض في رؤية الجانبين الأمريكي والإسرائيلي حول المصير الذي آلت إليه الحرب في غزة ليس مجرد اختلاف في اللغة، بل يعكس صراعا بين الأهداف السياسية لترامب والهواجس الأمنية لنتنياهو، الأمر الذي يمكن أن يُؤجِّل تنفيذ المراحل اللاحقة من خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة.