مصدر: أوكرانيا تقصف البنية التحتية النفطية الروسية في بحر قزوين
في خطابه يوم الاثنين أمام الكنيست الإسرائيلي، بدا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وكأنه يشير إلى أن صهره، جاريد كوشنر، يمكن أن يقود دبلوماسية واشنطن مع طهران.
وقال ترامب بعد لحظات من مناقشة البرنامج النووي الإيراني ودوره في الشرق الأوسط: "نحن نستعين دائمًا بجاريد عندما نريد إتمام تلك الصفقة"، ووفق تقرير لقناة "إيران إنترناشيونال"، فإن الكلمات وإن كانت قليلة، إلا أنها حملت "دلالة".
وبالنسبة للمحللين الذين تابعوا دبلوماسية ترامب "غير التقليدية"، فهي مزيج من الثقة الشخصية والمساومة المعاملاتية والقدرة التفاوضية "الفريدة" لكوشنر.
وسبق لصهر ترامب أن ألمح إلى آرائه بشأن إيران، ففي منشور على منصة "إكس" في سبتمبر/أيلول 2024، وصف يوم اغتيال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، على يد إسرائيل بأنه "أهم يوم في الشرق الأوسط"، مضيفًا أن إيران "أصبحت الآن مكشوفة بالكامل".
وقال رجل الأعمال الملياردير إن إسرائيل "لا تستطيع الآن أن تتحمل عدم إنهاء المهمة وتفكيك الترسانة التي كانت تستهدفها بالكامل"، وأشاد باستراتيجية ترامب القائمة على القوة على التفاوض.
وأكدت الرسالة على وجهة نظر كوشنر "القوية" تجاه إيران، وإيمانه بضرورة تفكيك حلفائها المسلحين في المنطقة قبل ظهور أي سلام دائم.
يأتي تركيز ترامب المتجدد على إيران في ظل إعادة تقييم إقليمية، فبعد حرب إسرائيل التي استمرت 12 يومًا في يونيو/ حزيران، وهدنة غزة الهشة، قد يختبر الرئيس الأمريكي ما إذا كانت طهران ستنخرط دبلوماسيًا أم ستُضاعف من تحديها.
ووفق محلل شؤون الشرق الأوسط والمسؤول السابق في الاستخبارات الإسرائيلية، آفي ميلاميد، فإن عودة كوشنر إلى الظهور أمر منطقي من الناحية العملية، لأنه يحتفظ بمصداقية في المنطقة، وربما يقدم لطهران محاور "تحفظ ماء وجهها" خارج القنوات الرسمية.
وقال ميلاميد: "من المنطقي أن يكون كوشنر شخصًا يرغب الإيرانيون في اعتباره وسيطًا. إنه شخصية مألوفة، وسجله حافل بالتفاوض الناجح" وفق تعبيره.
بينما يعتقد الباحث الإسرائيلي الإيراني بني سبتي، الذي شغل منصب المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن ذكر ترامب لكوشنر يشير أيضًا إلى "استراتيجية مزدوجة، ودبلوماسية مدعومة بتهديد ضمني".
وقال: "جاريد هو الجزرة، وإسرائيل هي العصا"، معتبرًا أن ترامب يريد أن يُظهر لإيران أن هناك طريقًا أكثر ليونة إذا تصرّفت بشكل صحيح، لكن البديل هو "الضغط والضربات المحتملة".
يرى آخرون أن الفرصة سانحة لا للمواجهة، فمع الضغوط الاقتصادية التي تواجهها إيران وضعف حلفائها الإقليميين، يعتقد بعض المحللين أن مبادرة ترامب، وعودة كوشنر المحتملة، قد تفتح نافذة دبلوماسية ضيقة.
ويعتقد ميلاميد أن لدى طهران أسبابها للاستماع، فقد أضعفت حرب 12 يونيو ما يُسمى بـ "محور المقاومة" بشدة، وكشفت عن نقاط ضعف إيران الإقليمية.
إلى جانب العقوبات الأمريكية الجديدة والضغط على الميليشيات المدعومة من إيران، قال ميلاميد إن "الأدوات التي تملكها واشنطن اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه قبل 7 أكتوبر". ويتوقع أن تسعى طهران إلى محادثات لتخفيف الضغط الاقتصادي مع الحفاظ على هيكل سلطتها الأساسي.