الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن

logo
العالم العربي
خاص

من بوابة السويداء.. هل يعيد اجتماع باريس رسم خطوط العلاقة بين دمشق وتل أبيب؟

من بوابة السويداء.. هل يعيد اجتماع باريس رسم خطوط العلاقة بين دمشق وتل أبيب؟
أحمد الشرع وبنيامين نتنياهو
25 يوليو 2025، 7:31 ص

قالت مصادر خاصة إن اللقاء الوزاري الرفيع الذي جمع بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين في باريس يشكل "تحولا جذريا" في العلاقات بين البلدين، خصوصا وأن دمشق  تعتبر إسرائيل "دولة عدوة" تحتل أرضا سورية.

وأضافت أن ما يضفي المزيد من الأهمية على هذا اللقاء الاستثنائي، الذي ضم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وبحضور المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، هو أنه اللقاء الأول المباشر بين الطرفين بعد مرور نحو ربع قرن على تعثر مفاوضات أجرتها دمشق مع تل أبيب في حقبة حافظ الأسد لأجل عقد "صفقة سلام" لم تكتمل.

أخبار ذات علاقة

قسد ودمشق

حسابات معقدة واختبار للنوايا.. "ألغام" جديدة تهدد المسار التفاوضي بين دمشق وقسد

ورغم أن لقاء باريس، الذي دام لأربع ساعات، تمحور حول الأوضاع في جنوب سوريا، وخاصة التوترات والاشتباكات ذات "الطابع الطائفي" في محافظة السويداء الدرزية، غير أنه يعد بمثابة "اختبار للنوايا" "وبناء الثقة" من أجل الخوض في جهود "التطبيع المحتمل".

ورغم القليل الذي ترشح عن اللقاء، غير أن الأجواء التي سادت الاجتماع الباريسي بدت "مشجعة"، وفقا لما نقل عن المبعوث المريكي الذي قال عقب اللقاء "التقيت مساء اليوم بالمسؤولين السوريين والإسرائيليين في باريس. هدفنا كان الحوار وخفض التصعيد، وقد حققنا ذلك بدقة"، وأضاف "أن اللقاء كان بنّاءً، واتفق الطرفان على متابعة قنوات الاتصال".

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في أواخر العام الفائت، سعت إسرائيل إلى تغيير قواعد الاشتباك التي دامت لعقود استنادا إلى بنود اتفاقية "فض الاشتباك" بين دمشق وتل أبيب، والتي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، والتي أرست هدوءا مستداما على الحدود السورية الإسرائيلية.

لكن ما أن سقط الأسد حتى توغلت إسرائيل في الجنوب السوري، وأعلنت الجولان السوري المحتل أرضا إسرائيلية لن تتنازل عنها في أي معاهدة سلام محتملة، وتنصلت من اتفاقية "فض الاشتباك" لتضع ترتيبات وخططا جديدة في الجنوب السوري، معللة ذلك بعدم ثقتها بنوايا الحكومة الجديدة في دمشق.

ومع وقوع أحداث السويداء، بادرت إسرائيل، بذريعة حماية الدروز الذين لهم امتدادات داخل إسرائيل، إلى شن هجمات على القوات الحكومية لمنع دخولها إلى مدينة السويداء، واستهدفت، على نحو غير مسبوق، مقرات حكومية في قلب دمشق، في خطوة تصعيدية أظهرت جدية إسرائيل في التعامل مع ما تسميها "المخاطر والتهديدات" على حدودها الشمالية. 

ويأتي اللقاء الأخير بضغط من الأحداث الأخيرة، وجرى خلاله بحث سبل منع التصعيد العسكري على طول الحدود السورية – الإسرائيلية، كما تم الاتفاق على بناء قنوات اتصال دائمة أو شبه دائمة من أجل إدارة الأزمات مستقبلاً"، بحسب تقارير إعلامية.

وأفادت المصادر الخاصة ذاتها أن هذا اللقاء، الذي يعتبر سابقة دبلوماسية منذ انهيار مفاوضات السلام السورية-الإسرائيلية في تسعينيات القرن الماضي، يحمل رمزية سياسية هامة، فهو يكسر الحاجز "النفسي والسياسي" بين الجانبين، ويظهر استعدادا من كلا الطرفين للخوض في مسائل أشمل وأعمق قد تصل إلى حد "التطبيع" الذي تحث عليه واشنطن، وتقدم مغريات لدمشق من أجل السير في هذا المسار الوعر.

ويعد اللقاء كذلك رسالة بالغة الإزعاج لإيران، فالأخيرة لم تخسر دولة حليفة بسقوط الأسد، بل أن دمشق التي كانت فيما مضى "مرتعًا" للإيرانيين، حسب وصف المصادر الخاصة، باتت أقرب إلى عدوها اللدود إسرائيل، ولعل اللقاء هو تتويج لمثل هذا الاستنتاج الذي يقوض أوراق إيران للتفاوض حول ملفها النووي.

وفي حين يعد اللقاء انتصارا لـ"إسرائيل"، حسب ما ترى المصادر الخاصة، ذلك أن الخطوة تضعف ما تبقى مما يسمى "محور المقاومة"، وتشير إلى خروج عاصمة عربية ذات ثقل سياسي مهم عن "الفلك الإيراني"، فإن مقاربة دمشق لمثل هذا اللقاء تبدو مختلفة، فسوريا "الضعيفة" مضطرة تحت ضغط اقتصادي وسياسي إلى عقد مثل هذه اللقاءات بهدف تخفيف الضغوط الدولية، وإرسال رسائل في أكثر من اتجاه تفيد باستعدادها للانفتاح على الغرب، وحتى على تل أبيب، مقابل مكاسب ومصالح اقتصادية أو تخفيف العقوبات.

أخبار ذات علاقة

الوزير ديرمر بجوار نتنياهو

بوساطة أمريكية.. لقاء "غير مسبوق" يجمع الشيباني وديرمر (فيديوغراف)

علاوة على ذلك، فإن مثل هذه اللقاءات قد ترتد سلبا على شعبية الرئيس السوري أحمد الشرع، فثمة "حساسية مفرطة" لدى السوريين حيال أي حوار، مهما كان مستواه، مع إسرائيل، نظرا إلى العداء المحكم بين البلدين، وإلى تاريخ طويل من الأدبيات السياسية والإعلامية التي صورت إسرائيل كـ"عدو" لا ينبغي الوثوق إليه. 

ويظهر اللقاء، من زاوية أخرى، تزايد الزخم الأمريكي للانخراط في الملف السوري، كجزء رئيس من رؤيتها للشرق الأوسط، فروسيا مشغولة بالحرب الأوكرانية، والصين تجد صعوبة في التقارب مع دمشق، بحكم تاريخ علاقاتها الوطيدة مع النظام السوري، ولا شك أن الحكام الجدد في دمشق ينظرون لطبيعة تلك العلاقات كـ"معيار" في سياساتها الخارجية.

وترى المصادر أن من شأن مثل هذا اللقاء أن يكرس لتفاهمات أمنية، غير معلنة على الأرجح، لتحديد قواعد الاشتباك في الجنوب السوري، ويفضي إلى تنسيق من نوع ما لتقليل الاحتكاك العسكري أو تمرير مساعدات إنسانية، وهو ما قد يمهد الأرضية لممفاوضات، أوسع نطاقا، قد تشمل "التطبيع" الذي سيسهل، دون شك، مهمة واشنطن في تطبيق سياساتها تجاه المنطقة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC