كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، اليوم الجمعة، أن اجتماعاً "غير مسبوق" عُقد بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بحسب وكالة "فرانس برس".
وقال المصدر الدبلوماسي، الذي رفض كشف هويته، للوكالة، إن الاجتماع بين الوزيرين السوري والإسرائيلي "مهّد له" المبعوث الأمريكي لسوريا توماس باراك.
ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأمريكي والوزير السوري، صباح الجمعة، وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، حسبما أفاد مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية.
من جهته، قال مراسل موقع "أكسيوس" باراك رافيد في تدوينة عبر حسابه بمنصة "إكس" إن "الاجتماع الذي توسطت فيه إدارة ترامب هو أرفع مشاركة رسمية بين إسرائيل وسوريا منذ أكثر من 25 عامًا".
وذكر أن "وزراء إسرائيليين وسوريين كبار التقوا في باريس لمدة 4 ساعات، الخميس، تحت رعاية المبعوث الخاص للرئيس ترامب توم باراك، وناقشوا خفض التصعيد بين البلدين".
وقال رافيد، إن هذا أول لقاء بين الطرفين منذ اندلاع الأزمة، الأسبوع الماضي، في مدينة السويداء جنوب سوريا، والغارات الإسرائيلية على دمشق التي أعقبتها.
ونقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "هدف القمة هو التوصل إلى تفاهمات أمنية بشأن جنوب سوريا من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا ومنع حدوث أزمة مثل تلك التي حدثت الأسبوع الماضي".
من جهته، قال مسؤول إسرائيلي كبير إن "الحكومة الإسرائيلية تأمل أن تؤدي القمة في فرنسا، إلى جانب قضية الترتيبات الأمنية على الحدود، إلى مزيد من الاستعداد السوري للمضي قدماً مع إسرائيل في الخطوات الدبلوماسية أيضاً".
ويأتي هذا الاجتماع شبه العلني في باريس في أعقاب اجتماعات سرية عديدة بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين على مدى الأشهر القليلة الماضية.
وأوضح رافيد أنه "في الأسابيع الأخيرة، ومع تزايد انخراط مبعوث ترامب باراك في الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق أمني إسرائيلي سوري يكون بمثابة خطوة أولى نحو التطبيع، تم اتخاذ القرار بانضمام ديرمر إلى المحادثات".
و"بعد الأزمة التي شهدتها السويداء الأسبوع الماضي، قرر باراك أن الوقت مناسب لعقد اجتماع ثلاثي مع ديرمر والشيباني"، كما يقول مراسل "أكسيوس".
ويحسب المراسل، يقول المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون إن الاجتماع في باريس كان بمثابة خطوة أولى، ويؤكدون على ضرورة اتخاذ تدابير لبناء الثقة من الجانبين من أجل المضي قدماً.
وكان المبعوث الأمريكي توماس باراك قد أعلن، في وقت سابق، أنه التقى، مساء الخميس، مسؤولين إسرائيليين وفرنسيين، في العاصمة الفرنسية باريس، وبحثوا الحوار وتهدئة الأوضاع".
وقال باراك، في تدوينة عبر حسابه بمنصة "إكس" حول الاجتماع: "هدفنا كان الحوار وتهدئة الأوضاع وهذا بالضبط ما حقّقناه. لقد جدّدت كل الأطراف التزامها مواصلة هذه الجهود".
