كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن إمكانية عقد لقاء بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في اجتماع أمني بالعاصمة الفرنسية باريس، مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وفق ما أكده مصدر إسرائيلي اليوم الخميس.
وفي حال حصل اللقاء سيكون أول لقاء سياسي علني بين الطرفين عقب توقف اتصالاتهما السرية التي كانت في باكو قبل اندلاع أحداث السويداء، التي حولت الموقف الإسرائيلي ضد نظام الشرع، حتى وصل الأمر للحديث عن استهدافه أو إسقاطه، وسط انتقادات دولية لضرب إسرائيل للقصر الرئاسي السوري.
من جهته، ذكر باراك رافيد، الصحفي في موقع "أكسيوس" الأمريكي، على موقع "إكس"، نقلا عن مصادر مطلعة، أنه من المقرر أن يلتقي المبعوث الأمريكي توماس باراك، اليوم، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي والشيباني في باريس لمناقشة مسائل أمنية متعلقة بجنوب سوريا.
وفي وقت سابق كان الموقع الأمريكي قد نقل عن مسؤوليْن إسرائيليين، قولهما إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ المبعوث الأمريكي توم باراك أنه مهتم بالتفاوض مع الحكومة السورية الجديدة، بوساطة أمريكية.
وأفاد مسؤول إسرائيلي "رفيع المستوى" للموقع، أن نتنياهو يسعى إلى التفاوض على اتفاق أمني مُحدّث، والعمل على التوصل إلى اتفاق سلام شامل، بينما ستكون هذه أول محادثات من نوعها بين إسرائيل وسوريا منذ عام 2011، وستكون ذات أهمية خاصة بالنظر إلى التطورات الأخيرة.
بعد الإطاحة بنظام الأسد، سيطرت إسرائيل على المنطقة العازلة بين البلدين والأراضي المحتلة داخل سوريا، في وقت كانت حكومة نتنياهو تشعر بقلق بالغ إزاء الحكومة السورية الجديدة المدعومة من تركيا، وضغطت على إدارة ترامب للتحرك بحذر في التعامل معها.
وبحسب "أكسيوس"، صُدم الإسرائيليون عندما التقى ترامب الشرع الشهر الماضي في السعودية، وأعلن رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.
على الرغم من مخاوفهم بشأن الشرع، يرى المسؤولان الإسرائيليان أن الظروف المتغيرة ــ خاصة مع رحيل إيران و"حزب الله" من سوريا ــ تشكل فرصة لتحقيق انفراجة.
كما أدى التحول الكبير الذي شهدته الولايات المتحدة تجاه الحكومة السورية الجديدة إلى تحول تدريجي بالسياسة في إسرائيل.
وبدأت حكومة نتنياهو التواصل مع حكومة الشرع، بداية بشكل غير مباشر من خلال تبادل الرسائل عبر أطراف ثالثة، ثم بشكل مباشر في اجتماعات سرية في بلدان ثالثة، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وصرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لموقع "أكسيوس"، الأسبوع الماضي، بأن الشرع أكثر تأييدًا مما توقعته إسرائيل، وأنه لا ينفذ أوامره من أنقرة.
وأكد مسؤول إسرائيلي كبير أن هدف نتنياهو هو محاولة التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات، بدءا باتفاقية أمنية محدثة تستند إلى اتفاقية فك الارتباط بين القوات لعام 1974، مع بعض التعديلات، وانتهاء باتفاقية سلام بين البلدين.
ويعتقد رئيس الوزراء أن تطلع الشرع إلى بناء علاقات وثيقة مع إدارة ترامب يُتيح فرصة دبلوماسية. وقال المسؤول: "نريد أن نسعى جاهدين للمضي قدمًا نحو تطبيع العلاقات مع سوريا في أقرب وقت ممكن".
وبحسب المسؤول، أبلغ باراك الإسرائيليين أن الشرع منفتح على مناقشة اتفاقيات جديدة مع إسرائيل. ورفض باراك، وكذلك مكتب نتنياهو، التعليق على هذه القصة.
بعد زيارته لإسرائيل، سافر باراك إلى واشنطن وأطلع الرئيس ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو على الخطة. وكتب على موقع X: "أؤكد لكم أن رؤية الرئيس، وتنفيذ الوزير لها، ليست مُفعمة بالأمل فحسب، بل قابلة للتحقيق".
وقال مسؤول أمريكي إن الإسرائيليين عرضوا على باراك "خطوطهم الحمراء" بشأن سوريا: لا قواعد عسكرية تركية في البلاد، ولا وجود مجددًا لإيران و"حزب الله"، وإخلاء جنوب سوريا من السلاح.
وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن الإسرائيليين أبلغوا باراك أنهم سيحتفظون بقواتهم في سوريا حتى يتم توقيع اتفاق جديد يتضمن نزع السلاح في جنوب سوريا.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل تريد في اتفاق حدودي مستقبلي جديد مع سوريا إضافة قوات أمريكية إلى قوة الأمم المتحدة التي كانت متمركزة في السابق على الحدود.