إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
قال الباحث الفرنسي في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية فيليب جودارد إن العلاقات بين فرنسا والجزائر، ستظل "متقلبة" رهنا بتطورات ملف "التجارب النووية" الذي يعد عامل توتر بينهما، مؤكداً أن الموضوع النووي سيزيد من توتر وتعقيد العلاقة.
وتناول جودارد، في حوار خاص مع "إرم نيوز"، تعقيدات ملف التجارب النووية الفرنسية في الجزائر، وتأثيره على العلاقات الثنائية.
وسلط الضوء على المطالب الجزائرية المتزايدة، التي تحمل طابعًا تاريخيًا وأخلاقيًا، للحصول على خرائط المواقع الملوثة وإزالة النفايات المشعة.
وتاليا تفاصيل الحوار..
لا شك أن هذه المطالب تضيف عبئًا جديدًا إلى العلاقات المتوترة أصلًا بين الجزائر وفرنسا.
الجزائر تسعى إلى تسليط الضوء على تركة استعمارية حساسة جدًا، وهي التجارب النووية التي جرت بين عامي 1960 و1966. وهذا الملف يحمل بُعدًا رمزيًا قويًا، لأنه يتناول قضايا المسؤولية التاريخية والأخلاقية، بالإضافة إلى الأضرار البيئية والصحية طويلة الأمد.
الاستجابة ستكون معقدة. فرنسا تاريخيًا لم تُظهر استعدادًا كافيًا للاعتراف بمسؤولياتها الكاملة عن هذه القضية.
الطلب الجزائري بالحصول على الخرائط الطبوغرافية للمواقع الملوثة يعكس رغبة في تحقيق تقدم عملي، ولكن هذا قد يضع باريس تحت ضغط كبير. وإذا لم تقدم تنازلات ملموسة، فإن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد دبلوماسي أكبر.
داخليًا، الحكومة الجزائرية تواجه ضغوطًا من المجتمع المدني والجمعيات التي تطالب بالعدالة البيئية والاعتراف بضحايا هذه التجارب.
دوليًا، الجزائر تسعى إلى تعزيز مكانتها كدولة ذات سيادة تطالب بحقوقها التاريخية. ومن جهة أخرى، فإن تزايد الاهتمام الدولي بآثار التجارب النووية يدفع الجزائر إلى استثمار هذه الزاوية للضغط على فرنسا.
الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية لعبت دورًا مهمًا في لفت الانتباه إلى هذا الملف. والدعوة المتكررة لتنظيف المواقع الملوثة تضيف بعدًا إنسانيًا وأخلاقيًا للنقاش. وفرنسا تواجه الآن تحديًا في التوفيق بين مصالحها الوطنية وضغوط المجتمع الدولي.
في حال اتخذت فرنسا خطوات إيجابية، مثل التعاون في إزالة التلوث أو تقديم الدعم التقني، يمكن أن يتحول هذا الملف إلى فرصة لتعزيز الثقة بين الجانبين، لكن إذا استمرت المماطلة، فإن التوتر قد يتعمق أكثر.
أولًا، يجب الاعتراف الكامل بالأضرار التي سببتها التجارب النووية. ثانيًا، تسليم الخرائط الطبوغرافية التي تطالب بها الجزائر سيكون خطوة مهمة. وأخيرًا، التعاون مع المنظمات الدولية لإزالة التلوث قد يخفف من الضغط ويُظهر التزامًا فرنسيًا حقيقيًا بالمسؤولية.
العلاقات ستظل متقلبة ما لم يتم التعامل مع هذا الملف بجدية. وإذا نجح الطرفان في إيجاد حلول مشتركة، فقد يتحول إلى نقطة انطلاق لعلاقة أكثر استقرارًا. ولكن في ظل الظروف الحالية، يبقى التوتر هو السمة الغالبة.