استبعد خبراء ومحللون أن تُعطّل العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين شمال الضفة الغربية تنفيذ الخطوة الثانية من اتفاق التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، المقرر تنفيذها، يوم السبت المقبل، الذي يصادف اليوم السابع لدخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وشنّت إسرائيل عملية عسكرية جديدة في جنين، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هذه العملية تهدف إلى فرض الأمن والهدوء في شمالي الضفة.
في المقابل، اكتفت حركة حماس بدعوة الفلسطينيين إلى تصعيد المواجهة مع إسرائيل، دون الإشارة إلى تعليق تنفيذ اتفاق التهدئة في غزة.
الاتفاق بين الطرفين ينص في مرحلته الأولى على تسليم حماس رهائن ومحتجزين لديها مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب انسحاب الجيش الإسرائيلي من وسط قطاع غزة، والسماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم.
المحلل السياسي محمد هواش قال إن حماس تدرك أهمية الالتزام باتفاق التهدئة مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن الحركة لن تغامر بإثارة عقبات قد تعرقل تنفيذ بنود الاتفاق.
وأكد أن استبعاد حماس عن تصعيد الأحداث في الضفة الغربية قد يكون جزءًا من التفاهمات غير المعلنة بين الطرفين.
وأضاف هواش لـ"إرم نيوز" أن "هناك رغبة مشتركة من طرفي التهدئة في غزة لتحييد ما يحدث في جنين عن تنفيذ الاتفاق، خاصة في ظل وجود ضغط أمريكي فعلي على الطرفين للالتزام بالاتفاق، وتنفيذه بالكامل".
وأوضح أن "أي عراقيل قد تواجه الاتفاق لن تكون بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، بل بسبب إخفاق أحد الطرفين في الوفاء بالتزاماته"، كما أشار إلى أن ردَّ المسلحين على العملية الإسرائيلية في جنين يُظهر أن الجناح المسلح لحماس في الضفة الغربية ليس جزءًا من الرد، مما يعكس تكرار الحركة لنهجها في غزة بترك حرية القتال لأطراف أخرى بعيدًا عن عناصرها.
بدوره، رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة أن الضفة الغربية قد تواجه تدريجيًا مصير قطاع غزة، مشيرًا إلى أن مناطق مثل مخيم جنين قد تتحول إلى نماذج مشابهة للمناطق المغلقة في شمال وجنوب غزة.
وأوضح أن إسرائيل نجحت إلى حد كبير في تحييد حماس عن التصعيد خارج إطار غزة، سواء في الضفة الغربية أو القدس، بفضل الضغط العسكري والسياسي الذي فرضته.
وأشار أبو زايدة إلى أن الطرفين، حماس وإسرائيل، يواصلان تنفيذ الاتفاق، ويتجاهلان عمدًا التحركات العسكرية في جنين.
وأضاف أن هذا الالتزام سيمكن حماس من تعزيز مكانتها الدولية والإقليمية بعد انتهاء الحرب، مع إظهار قدرتها على الالتزام باتفاقيات سياسية.
واختتم بالقول إن الإدارة الأمريكية تدعم بشدة تنفيذ الاتفاق، ولن تتسامح مع أي جهة تعطل خطواته، ما يجعل من التزام الطرفين أمرًا حتميًا لتجنب أي ضغوط أو إجراءات عقابية من واشنطن.