logo
العالم العربي

جدد رفض حزب الله نزع سلاحه.. خطاب نعيم قاسم يصطدم بخيام "الحاضنة المنهكة"

من خطاب سابق لأمين عام حزب الله نعيم قاسمالمصدر: (أ ف ب)

رأى ساسة وخبراء لبنانيون أن الخطاب الذي يتبعه الأمين العام لميليشيا حزب الله نعيم قاسم، يستهدف شدّ عصب البيئة الحاضنة "المنهكة" من الحرب والنزوح.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "حزب الله اليوم في مرحلة مفصلية، ولا يجد أمامه سوى طريق "شدّ العصب" أمام جمهوره عبر خطاب قاسم "الراديكالي"، في هذا التوقيت الذي تتعالى فيه مؤشرات شنّ إسرائيل حرباً على لبنان، في حال عدم التزام الميليشيا باتفاق وقف إطلاق النار ونزع السلاح.

وصعّد الأمين العام لحزب الله لهجته في خطاب جديد وصف فيه عملية نزع السلاح التي ينفذها الجيش اللبناني استنادًا إلى قرار حكومي صدر في 5 أغسطس/آب الماضي بأنها "مشروع إسرائيلي–أمريكي".

أخبار ذات علاقة

أمين عام حزب الله نعيم قاسم

"الصدام المؤجل".. تشدّد حزب الله يضع لبنان أمام مواجهة مفتوحة مطلع 2026

خطاب شعبوي

قال الخبير اللبناني زياد ضاهر، إن "خطاب نعيم قاسم راديكالي شعبوي لا يمتّ بأي صلة إلى حقيقة وواقع الوضع السياسي القائم"، معتبراً أن "هذه النبرة موجّهة بالدرجة الأولى إلى الداخل والحاضنة الشعبية الخاصة بالتنظيم، بهدف شدّ العصب واستنهاض القواعد، إذ اعتاد حزب الله الاستثمار في مخاوف جماعته عبر تفزيعهم من الآخر ومن المستقبل، ليقدّم نفسه دائماً على أنه الحامي والمدافع".

وأضاف ضاهر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "حزب الله، الذي سعى في مرحلة سابقة إلى تقديم نفسه بوصفه حامياً للطائفة أو حاملاً لمشروع حماية لبنان، انتهى به الأمر مؤخراً إلى الاحتماء بحاضنته، على عكس الدور الذي روّج له سابقاً".

وأكد أن "هذا الواقع لا يرشّحه لأن يكون في أي موقع قادر على تحقيق إنجازات تخدم البلد، كما أن الخطاب الذي يقدّمه أمينه العام لا يقدّم في المرحلة الراهنة أي مساعدة حقيقية للبنان في مواجهة تحديات الحرب".

وأوضح ضاهر، أن "الحرب تنطلق بلا شك من المشروع العدائي لإسرائيل ومن اعتداءاتها المتكررة على لبنان وأراضي الدولة، التي ما زالت مستمرة ولا يزال هناك احتلال لأراضٍ لبنانية حتى الآن"، مشدداً على ضرورة تنفيذ الجزء المتعلق باتفاق 1701 ووقف إطلاق النار، وخصوصاً ما يتصل بتنفيذ الاتفاق، ولا سيما بعد أن أصبحت لجنة "الميكانيزم" تضم ممثلاً مدنياً هو السفير سيمون كرم، وهو ما رحّبت به الولايات المتحدة وعدد من الدول المعنية بهذا الملف.

واعتبر ضاهر، أن "خطاب نعيم قاسم لا يخدم مصلحة لبنان ولا يقدّم أي إضافة حقيقية تمكّن البلاد من مواجهة التحديات التي تحيط بها وتهدّد أمنها واستقرارها، وأن استمرار حزب الله على هذا النهج يجعله سبباً أساسياً في الإضرار بمصالح اللبنانيين وتعريض مستقبلهم لمزيد من المخاطر".

أكبر من قدرة لبنان

بدوره، أكد الباحث في الشأن اللبناني، ربيع ياسين، أن "لبنان يعيش مرحلة حساسة ودقيقة في تاريخه بسبب تهديدات الجانب الإسرائيلي، والأزمة الاقتصادية الداخلية، ومشكلة النازحين، ومشاكل جمّة أخرى، ووسط كل ذلك، بدلاً من أن يكون هناك خطاب عقلاني من الأمين العام لحزب الله بالعودة إلى الدولة والامتثال لقرار الحكومة ودعمها لتجنيب البلد أي عدوان أو تهديد، يذهب إلى رفع السقف بشكل عالٍ".

ويرى ياسين، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "هذا السقف الذي يرفعه الأمين العام في حديثه أكبر من قدرة لبنان، وبالطبع حزب الله، وأن هذه النوعية من الخطابات ليست إلا لشدّ عصب جمهور التنظيم، الذي بدأ يشعر بضغوط كبيرة على مختلف المستويات، سواء من خلال الاستهدافات الإسرائيلية والنزوح، أو حتى على الصعيد الداخلي والعربي والدولي.

وصرّح بأن "حزب الله اليوم في مرحلة مفصلية، ومع ذلك لا يجد أمامه سوى طريق شدّ العصب أمام جمهوره، وبالتالي يذهب الأمين العام للتنظيم إلى هذا الوتر المذهبي في هذا التوقيت، لا سيما مع وجود إدراك بأن لبنان قد يُجرّ إلى حرب في حال عدم التزام الحزب بما يتناسب مع اتفاق وقف إطلاق النار، وأن الضربة العسكرية القوية ستكون من إسرائيل".

أخبار ذات علاقة

دخان يتصاعد إثر قصف إسرائيلي سابق على الجنوب اللبناني

"الصبر الاستراتيجي".. ضربات إسرائيل تعمق أزمة حزب الله أمام أنصاره

واستكمل ياسين، أن "هذا الخطاب لا يستطيع أن يخدم لبنان أو حزب الله أو الطائفة الشيعية، بل على العكس، يتسبب هذا الحديث في تفرقة وشرذمة في الداخل، ويعرّض التنظيم لمزيد من المخاطر، في وقت لا ينفّذ فيه الحزب اتفاقاً جلبه إلى لبنان من خلال الحرب التي خاضها بمعرفته، خارج قرار الدولة".

وأردف أن "قرار حصرية السلاح لبناني قبل أن يكون دولياً أو إقليمياً، ويخدم الدولة ويجنّب اللبنانيين الصراعات، وقد برهنت المرحلة السابقة أن حزب الله لا يستطيع حتى الدفاع عن بيئته الحاضنة، أو على الأقل عن قادة التنظيم من عمليات الاغتيال".

وتابع ياسين بالقول إن "قرار التصعيد والحرب والسلاح ليس بيد التنظيم، بل يصدر من إيران، وطالما أعطت الضوء الأخضر لاستخدام هذه النوعية من الحديث المتشنج، فإن الأمين العام سيستمر في هذا الخطاب، حتى لو حدثت هجمات جديدة على لبنان".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC