أثار القرار الأمريكي- الإسرائيلي بإنهاء مهمة قوات "اليونيفيل" المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية المخاوف من أن يمهد القرار الطريق لإنهاء مهمة قوات "أندوف " المرابطة على الحدود السورية الإسرائيلية” الجولان " منذ العام 1974.
وجاء القرار الأمريكي- الإسرائيلي عقب اتهام تل أبيب للقوات الأممية بعدم القيام بمهامها في منع نفوذ ميليشيات حزب الله في المناطق الحدودية قبل الحرب الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي واحتل خلالها مساحة واسعة من لبنان ويرفض الانسحاب منها حتى الآن .
وقالت مصادر سياسية عربية إن قرار إنهاء مهمة "اليونيفيل" في لبنان يعكس وجود استراتيجية إسرائيلية جديدة مدعومة أمريكيا تعتمد على فرض حلول عسكرية أحادية في التعامل مع أي ظروف مستجدة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية .
وأوضحت المصادر، أن الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة وضعت الجبهة السورية الإسرائيلية التي تتولى مراقبتها قوات "أندوف" تحت المجهر الإسرائيلي الذي سيعمل على إنهاء مهمة هذه القوات خلال الفترة القادمة .
وأكدت ،أن سيطرة إسرائيل على مساحات واسعة في الجغرافيا السورية منذ شهر ديسمبر الماضي تجعل من تكرار السيناريو اللبناني مع قوات " أندوف "في سوريا أمرا متوقعا، خاصة بعدما قام الجيش الإسرائيلي بطرد عناصر هذه القوات من مواقعها في الجولان المحتل .
وكان "إرم نيوز " نشر في شهر أبريل الماضي تقريرا عن مساع إسرائيلية بدعم أمريكي تهدف الى إلغاء مهمة "اليونيفيل " المكلفة بحفظ السلام على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد طردها من مقارها وذلك بالتزامن مع طرد قوات "أندوف" المكلفة بمراقبة خط الهدنة على الحدود السورية الإسرائيلية .
وجاءت المساعي الإسرائيلية بعد احتلال الجيش الإسرائيلي المناطق التي ترابط فيها قوات" اليونيفيل" بعد الحرب التي شنتها على لبنان؛ مما دفع القوات للتراجع إلى مناطق جديدة.
ويشمل المخطط الإسرائيلي الأمريكي في هذا الإطار تصفية عمل قوات حفظ السلام على الحدود السورية الإسرائيلية؛ ما يعني أن إسرائيل لا تنوي الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في كل من لبنان وسوريا.
ودفعت سيطرة الجيش الإسرائيلي على مزيد من الأراضي السورية وتوسيع المنطقة الأمنية العازلة، قوات "أندوف" على التراجع إلى مواقع جديدة تبعد نحو 20 كيلو مترا عن الحدود السابقة بين البلدين .
وفرض الجيش الإسرائيلي بعد طرد قوات "أندوف" القانون الاسرائيلي على المواطنين السوريين الذين يعيشون في البلدات القريبة من المنطقة العازلة الجديدة، كما استخدم القوة أكثر من مرة لمواجهة محاولات قوات الفصل الأممية العودة إلى مراكزها الحدودية السابقة.
وفي ظل هذا الوضع باتت قوات مراقبة فضّ الاشتباك التابعة للأمم المتحدة "أندوف" تكتفي بمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية في البلدات السورية القريبة من الحدود الجديدة بين البلدين .
