كييف: روسيا أطلقت 526 مسيرة وصاروخا على أوكرانيا ليل الثلاثاء
يرى خبيران أن الغارات الإسرائيلية على جنوب سوريا، التي جاءت رداً على إطلاق قذيفتين نحو الجولان، تكشف عن مخطط لزعزعة الاستقرار في المنطقة، في وقت تبرأت فيه دمشق من العملية، ووصفتها بأنها "من صنع أطراف تسعى إلى الإخلال بالأمن".
ويشير الخبراء إلى أن الرد السوري غير المألوف، الذي حمل نبرة دبلوماسية حادة وسريعة، يأتي في إطار إدراك القيادة السورية الجديدة لخطورة التصعيد، ورغبتها في الحفاظ على الاستقرار بعد سنوات من الحرب.
ويرجحون أن إسرائيل، غير الراضية عن التقارب العربي والدولي مع سوريا، قد تكون وراء هذه الأحداث لخلق ذريعة تخدم أجندتها في المنطقة.
كما لفت الخبراء إلى التضارب في تبني العملية بين مجموعتين، الأمر الذي يزيد من غموض المشهد، ويطرح تساؤلات حول الروابط بين هذه الجماعات وأجندات القوى الإقليمية.
ويؤكدون أن هذه التطورات تأتي في وقت تحاول فيه إسرائيل تحويل الأنظار عن ساحة المواجهة الرئيسة في فلسطين، بينما تواجه دمشق ضغوطاً كبيرة لتجنب أي تصعيد قد يعيق مسار الاستقرار.
حول هذا الموضوع، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي تحسين الحلبي، إنه ما من أحد يستطيع القول إن سوريا، الآن، بقيادتها الجديدة ووضعها الجديد الذي دفع إسرائيل إلى ضرب كافة البنية العسكرية، ومع إدراك الوضع من قبل القيادة السورية، سيكون من الطبيعي أن تفكر بالاستقرار بأكبر قدر ممكن.
وأضاف لـ "إرم نيوز"، أن المستفيد من كل هذا الوضع هو إسرائيل، وإذا تم استبعاد جهة أوعزت لإطلاق صاروخين على الجولان، تكون الاحتمالات موجهة نحو إسرائيل التي هي من أوعزت بذلك، عبر تواجدها في المنطقة، واختراق عملاء لها، بالتالي هي قادرة على أن تقوم بالعمل سراً، وبطريقة استخباراتية والرد عليه معاً لتأزيم الوضع.
وأوضح أن إسرائيل ليست راضية عن كل هذا الاصطفاف العالمي والعربي مع حكومة الشرع، لذلك تريد أن تحدث ثغرة لإعادة ترتيب الأوضاع بما يخدمها، كما يجب الاعتراف بأن إسرائيل تعتبر العلاقات الوثيقة التي بدأت تظهر على شكل اتفاقات اقتصادية وأمنية وعسكرية مع تركيا لا تريد لها الاستمرار.
وأشار إلى أنه رغم هول القصف، إلا أن إسرائيل بدأت تخسر قيمتها في المنطقة، لأنه لم يعد هناك ذاك النزاع الحدودي السوري معها والعربي المجاور لها، بالتالي ساحة المعركة الحقيقية ليست سوريا بل هي داخل فلسطين.
وختم بقوله، إن إسرائيل تريد صرف الأنظار عبر إيجاد نزاع خارجي من خلال حدودها لخلط الأوراق في الشرق الأوسط بعد التكاتف العربي والعالمي مع سوريا، وحكومة الشرع تدرك هذه الحقيقة، وتعمل على تجنبها فكان ردها دبلوماسياً نارياً سريعاً.
ومن جانبه، قال المتخصص في الشؤون العسكرية عبدالله سليمان، إن القيادة السورية أكدت أنه لم يثبت لديها وقوع القصف على الجانب الإسرائيلي، مع الإشارة إلى أن الصواريخ سقطت في الجولان.
وأضاف لـ "إرم نيوز" أن إسرائيل تعتمد المعادلة ذاتها التي كانت تمارسها في ظل العهد السابق، بمعنى أن أي قذيفة تطلق على أراضيها كائناً من يكون المسؤول عنها، سيكون النظام الرسمي هو المسؤول. وكانت التصريحات الإسرائيلية واضحة في هذا الشأن حيث حمَّلت المسؤولية للرئيس أحمد الشرع.
وبيّن أن هذا الأمر يشكل ضغطاً كبيراً على الإدارة السورية المؤقتة، خاصة في ظل وجود جماعات مناهضة للحكومة الحالية، ولإزعاجها كما الأمس، ما أسفر عن استهداف مواقع عدة في المنطقة.
وأوضح أن الأمر الآخر هو حدوث تضارب حول الجهة التي تبنت العملية، فأول من تبنى العملية كتائب "الشهيد محمد الضيف" وهي مجموعة حديثة أعلن عن تأسيسها، بداية هذا الشهر، في فلسطين، وأن يتبنوا عمليه لهم في سوريا هو أمر غريب.
وذكر أن الجبهة الإسلامية "أولي البأس" تبنت العملية بدورها، وهذا أحدث تضارباً حول الجهة التي قامت بهذه العملية، كما يطرح هذا الأمر سؤالاً مهماً، وهو: هل من صلة بين جماعة محمد الضيف والجبهة الإسلامية؟ هذا ما سيتبيّن في المقبل من الأيام.