أدى انهيار النظام السوري إلى إطلاق صراع للسيطرة على قلب الشرق الأوسط، حيث قصفت 3 قوى أجنبية - الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل - أهدافًا في البلاد سعياً لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في الأسبوع الأول لسوريا دون الرئيس السابق بشار الأسد.
وقصفت الولايات المتحدة أهدافًا لتنظيم داعش شرقا، في حين قصفت تركيا أهدافًا للقوات الكردية في الشمال الشرقي. بالإضافة إلى ذلك، قصفت إسرائيل الأصول العسكرية السورية في مواقع متعددة.
في هذا الوقت، تسارع روسيا وإيران، الداعمتان الرئيستان للأسد، إلى سحب قواتهما أو إعادة تمركزها في البلاد.
وأعلنت إيران عن إجلاء 4000 فرد من سوريا منذ سقوط الأسد، بينما تقوم روسيا بسحب قواتها من قواعدها حول سوريا وتنقلها إلى قاعدة حميميم الجوية.
ويُعد هذا النشاط مقياسًا للأهمية الإستراتيجية الحيوية لسوريا، التي تحظى بأهمية كبيرة في الشرق الأوسط بسبب موقعها الجغرافي الحرج، فيما يُشير هذا النشاط أيضًا إلى احتمال حدوث اضطرابات مع تحول التحالفات السياسية والعسكرية في المنطقة.
ووفق الصحيفة فإن "استيلاء المقاتلين على دمشق أدى إلى تغيير جذري في ميزان القوى الإقليمي، حيث تم قطع محور النفوذ الشرقي الغربي الذي كان يربط طهران ببيروت عبر العراق وسوريا".
ويُشير الخبراء إلى أن الحرب الأهلية في سوريا قد تستمر إذا سعى المنتصرون إلى الانتقام، وإذا انقسم المتمردون وحاولت القوى الأجنبية التدخل، فيما يُعد هذا التطور جزءًا من الصراع الأكبر في المنطقة، الذي يهدد بالانفجار في أي لحظة.
وتُعد سوريا ملتقى طرق للأديان والأيديولوجيات والتضاريس التي تحد 5 دول أخرى في الشرق الأوسط، فيما تكتسب أهمية حيوية لروسيا وإيران والولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل.