"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يقضي المدنيون جوعًا وتحت القصف، تتزايد الانتقادات للدبلوماسية الفرنسية التي تكتفي بالتنديد اللفظي دون اتخاذ خطوات رادعة.
ووفق تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية، تطالب أصوات حقوقية وأكاديمية باريس بتحركات ملموسة، وسط مخاوف من أن يكون الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قد جاء متأخرًا جدًا.
في مشهد يجسد المأساة الإنسانية المتفاقمة في غزة، تحوّل مقهى "البقعة" وسط القطاع إلى كومة من الركام بعد قصف إسرائيلي جديد.
وفيما تسقط القنابل يوميًا وتحصد أرواح العشرات، تكشف المجاعة وجهًا آخر أكثر قسوة للأزمة، إذ يلقى مدنيون، بينهم أطفال، حتفهم جوعًا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية.
كما نقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، الثلاثاء، إدانته للهجوم الإسرائيلي الجديد على مدينة دير البلح، وسط القطاع، ووصفه الوضع بأنه "حمّام دم"، مؤكدًا أن نحو 900 شخص قتلوا أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية في طوابير الإغاثة.
وأضاف الوزير في تصريحات إذاعية أن "الطريقة التي تستخدم بها إسرائيل المساعدات الإنسانية تُعد استغلالًا مروعًا"، مطالبًا بالسماح بدخول الصحفيين إلى غزة لكشف حقيقة ما يجري.
وجاءت هذه الدعوة في وقت حذرت فيه وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) من خطر المجاعة الذي يهدد طواقمها العاملة في القطاع، مؤكدة في بيان أن "الوكالة لم تشهد منذ تأسيسها عام 1944 وضعًا يُحتمل فيه أن يموت أحد موظفيها جوعًا".
ورغم أن فرنسا كانت من أوائل الدول التي دعت إلى وقف إطلاق النار بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، فإن دعواتها لم تقترن بخطوات عملية مؤثرة.
بدورهم، يرى مراقبون أن الموقف الفرنسي، رغم تصعيد اللهجة السياسية، لا يرقى إلى مستوى التأثير المطلوب.
حتى العقوبات التي فرضتها باريس على 28 مستوطنًا ومتطرفًا في فبراير الماضي بقيت رمزية، في ظل إخفاق الاتحاد الأوروبي في تبني موقف موحد ضد إسرائيل.
من جهتها، دعت الخبيرة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، زها حسن، فرنسا إلى إجراءات أكثر حزمًا، مثل منع عبور شحنات الأسلحة إلى إسرائيل عبر الأراضي والمواني الفرنسية، وفرض مقاطعة اقتصادية على منتجات المستوطنات.
وفي تطور قانوني لافت، أعلن أكثر من 100 محامٍ فرنسي تقديم طلب إلى المحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق بشأن "تواطؤ محتمل" للدولة الفرنسية في جرائم الحرب المرتكبة في غزة.
وخلص تقرير الصحيفة الفرنسية إلى القول إنه في محاولة لتعديل مسارها، تدرس باريس إعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، لكنّ كثيرين يرون أن هذه الخطوة الرمزية قد تأتي بعد فوات الأوان.
وكما قال المؤرخ الفرنسي فنسنت ليمير: "إذا استمر الانتظار، فلن تعترفوا بدولة.. بل بمقبرة".