"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب

logo
العالم العربي

خبراء: أحداث السويداء رسالة للأكراد في سوريا

خبراء: أحداث السويداء رسالة للأكراد في سوريا
مقاتل في قوات سوريا الديمقراطيةالمصدر: وكالة رووداو الكردية
16 يوليو 2025، 10:12 ص

يرى خبراء أن التطورات في مدينة السويداء، جنوبي سوريا، بعد دخول القوات الحكومة المدينة ذات الغالبية الدرزية، تمثل "رسالة إلى الأكراد" الطرف الأكبر الذي لا يزال خارج سيطرة دمشق.

وفي تقرير تناول الأوضاع في السويداء، يقول موقع "المونيتور" المتخصص بشؤون الشرق الأوسط،  إن الأكراد، الذين يسيطرون على ربع مساحة البلاد في الشمال والشمال الشرقي، يراقبون ما يحدث في السويداء، في حين تتكشف معالم استراتيجية الرئيس أحمد الشرع في توسيع نفوذ الدولة المركزية، وفرض سيادته على الجيوب الخارجة عن سلطته، واحدة تلو الأخرى.

وبدأت المواجهات في السويداء، التي أودت بحياة نحو العشرات  كصراع محدود بين مسلحين دروز وأفراد من قبيلة بدوية سنية على خلفية حادثة سطو، لكن سرعان ما تحولت إلى اشتباكات واسعة، تدخلت فيها القوات الحكومية لـ "استعادة النظام".

إلا أن الفصائل الدرزية تؤكد أن الهدف الحقيقي كان السيطرة على المدينة.

ويقول أستاذ التاريخ في الجامعة  الأمريكية في بيروت والمتخصص في شؤون الأقليات، مكرم رباح، إن المواجهة "اختارها الشرع بنفسه في سبيل توسيع سلطته"، مضيفًا أن "البدو لا يملكون طائرات مسيرة ولا سلاحًا ثقيلًا"؛ ما يعني أن المواجهة كانت غير متكافئة من البداية.

ووفقًا لتقرير"المونيتور"، فإن النتيجة السياسية لهذا التصعيد لم تكن عسكرية فقط، بل اتخذت شكل إنجاز واضح للشرع، الذي نجح في نشر قوات الأمن الداخلي في قلب معقل الأقلية الدرزية، في خطوة تُعد نموذجًا قابلًا للتكرار في مناطق أخرى خارجة عن سلطة دمشق، وأبرزها شمال وشرق سوريا.

رسالة إلى قسد

ويرى التقرير أن الأحداث  تشكل تحذيرًا صريحًا لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تواجه ضغوطًا متزايدة من واشنطن للاندماج ضمن هيكل الدولة السورية.

أخبار ذات علاقة

غارات سابقة على دمشق

هجوم إسرائيلي واسع على مناطق في دمشق ودرعا والسويداء (فيديو)

  ويقول المحلل السوري الأرمني سركيس كاسارجيان: "لا شك أن ما حصل في السويداء هو رسالة واضحة من الشرع إلى الأكراد".

وتطالب دمشق بانسحاب  قسد من مناطق ذات أغلبية عربية شرق نهر الفرات، خصوصًا في دير الزور، مقابل "وعود غامضة" بالحكم الذاتي، بحسب التقرير.

لكن القادة الأكراد يشددون على ضرورة وجود ضمانات ملموسة، بما في ذلك استمرار سيطرتهم على قواتهم الأمنية، وهو ما يرفضه الشرع حتى الآن، وسط تقارير تفيد بأن صبره بدأ ينفد.

وحذّر كاسارجيان من أن دمشق قد تلجأ إلى تشجيع العشائر العربية في تلك المناطق على التمرد ضد قسد، كما حدث في السويداء، لتبرير تدخل عسكري جديد باسم "فرض الأمن"، وهو سيناريو يبدو محتملاً إذا استمرت المفاوضات بالتعثر.

موقف أمريكي فاتر

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة لا تبدو مستعدة لمنع هذا السيناريو، إذ سحبت خلال الأشهر الأخيرة المئات من جنودها المشاركين في دعم قسد، بما في ذلك من مناطق حساسة في دير الزور. 

وأكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، أن بلاده تخطط لتقليص قواعدها العسكرية في سوريا إلى قاعدة واحدة فقط، داعيا الأكراد إلى "الإسراع في التوصل إلى اتفاق مع دمشق".

وقال باراك في مؤتمر صحفي بنيويورك الجمعة: "الجيش الأمريكي لا ينوي البقاء في سوريا إلى الأبد"، وهو ما فُهم على نطاق واسع بأنه تخلٍّ ضمني عن قسد.
الشرع يفرض السيادة... لكن على طريقته

وقال رباح :"  الشرع لا يمانع منح نوع من الحكم الذاتي، لكنه يريد أولاً أن يُعترف به كسيّد لهذه المناطق، وأن تُمنح له البيعة السياسية"، مضيفًا: "الاستقلالية المحلية باتت واقعًا، والشرع ذكي بما يكفي لاستيعاب ذلك، لكن المشكلة تكمن في الجماعات السنية المتطرفة التي تعمل تحت مظلته، والتي قد تنفذ عمليات انتقامية منفلتة كما حدث ضد العلويين في مارس/ آذار الماضي".

أخبار ذات علاقة

لحظة دخول القوات الأمنية إلى السويداء

ارتفاع حصيلة أحداث السويداء إلى 248 قتيلا

 في السويداء، لم تنتهِ الأزمة عند وقف إطلاق النار. فقد أعلن الزعيم الروحي الدرزي حكمت الهجري أن الاتفاق "فرض علينا بالقوة"، مشيرًا إلى استمرار القصف العشوائي ضد المدنيين رغم القبول بالاتفاق. 

وقال في فيديو نُشر على وسائل التواصل: "نحن نتعرض لحرب إبادة شاملة".

وسعى الهجري إلى استدرار الدعم الدولي، خصوصًا من إسرائيل، التي نفذت غارات جوية ضد مواقع للنظام في السويداء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إنها "تحذير واضح" للنظام.

لكن رباح قال إن "الغارات كانت رمزية، وإسرائيل لن تأتي لإنقاذ الهجري"، مؤكدًا أن "تل أبيب تطلب من الدروز التوصل إلى تفاهم مع الحكومة".

ويشير التقرير إلى اتفاق غير معلن بين إسرائيل والشرع، خاصة في ظل العداء المشترك لإيران وميليشيا حزب الله، والتقارب الأخير الذي برز خلال لقاء جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالشرع في الرياض، أعقبه تخفيف العقوبات الأمريكية. 

ووفق التقرير، فإن محادثات غير معلنة تجري حاليًّا بين دمشق وتل أبيب بوساطة أمريكية، تهدف إلى بناء تعاون أمني مباشر دون الوصول إلى تطبيع دبلوماسي كامل.

الهدف القادم شرق الفرات

وذهب المحللون إلى أن انكفاء القوى الدولية عن الانخراط المباشر، وتراجع الغطاء الأمريكي عن قسد، يزيد احتمال تطبيق سيناريو السويداء في مناطق الأكراد. 

أخبار ذات علاقة

وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس

كاتس: سنهاجم القوات السورية حتى تنسحب من السويداء

 ويبدو أن الشرع عازم على توسيع سيطرته ولو تدريجيًّا، باستخدام مزيج من القتال، والضغط السياسي، والتحالفات غير المتوقعة، حتى يتمكن من إعادة بناء الدولة السورية بصيغته الخاصة صيغة لا مكان فيها للفيدرالية، ولا للمعارضة المسلحة، ولا حتى للتحالفات القديمة، وفق التقرير.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC