حذّرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية من أن إسرائيل تخاطر بالمبالغة في استخدام نفوذها، معتبرة أن تدخلها في "مسائل مشكوك فيها" لا تهدد مصالحها بشكل واضح، قد يفقدها الكثير من الأوراق، كما دعت إلى "الكف" عن استفزاز الرئيس السوري، أحمد الشرع.
واعتبرت الصحيفة أن الهجمات التي نفّذتها إسرائيل على قوات الأمن السورية التي دخلت مدينة السويداء الدرزية، قد تؤدي إلى تداعيات كبيرة من قبل الحكومة في دمشق وتغيّر من استراتيجيتها "المهادنة" تجاه تل أبيب.
وزعمت "جيروزاليم بوست" أن الشرع التقى رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ديفيد بارنيا، وناقشا خطوات عملية نحو تطبيع العلاقات، مستدركة أن إمعان تل أبيب في التدخل بالشؤون السورية قد يقوض فرص التقارب أكثر.
وقالت إن الشرع "بات يحظى بدعم واهتمام" من قبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وبأنّه منح الرئيس السوري "سجلاً نظيفاً"، لافتة كذلك إلى أنّ العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أنه سيُحقق السلام مع إسرائيل.
ورأت "جيروزاليم بوست" أن القبول الأمريكي للشرع يعني أن "إسرائيل ستكون مضطرة للانسحاب، ولو تدريجياً وعلى مدى فترة زمنية طويلة، من المنطقة الأمنية العازلة التي أنشأتها في جنوب سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد".
وأضافت أن إسرائيل ستواجه صعوبة في إقناع الرئيس الأمريكي باستمرار بقائها في جنوب سوريا، مرجّحة أن يطلب ترامب من تل أبيب مغادرة المنطقة العازلة "خلال فترة قريبة".
كما وجّهت الصحيفة تحذيراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من استمرار اعتقاده أن الشرع "ضعيف"، معتبرة أن كثرة الاستفزازات الإسرائيلية قد تدفعه إلى أن يشكل تهديداً حقيقياً في المستقبل.
وخلُصت إلى أن "الشرع وترامب قد يملّان سريعاً من منح إسرائيل حرية التصرف في سوريا في قضايا مهمة حقاً، إذا استمرت في التدخل في العديد من القضايا الغامضة، والتي يُمكن بسهولة إعادة صياغتها كقوة احتلال تمنع حكومة شرعية من استعادة النظام في أراضيها".