ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
أثارت دعوة الأمين العام لحزب حركة "تونس إلى الأمام"، عبيد البريكي، إلى تشكيل حكومة سياسية تساؤلات حول دلالات مثل هذه الدعوات، التي تكررت خلال الأيام الماضية.
وكانت حركة الشعب، وهي من الأحزاب الداعمة أيضاً لمسار 25 يوليو/تموز 2021، قد دعت، مراراً، إلى تشكيل حكومة سياسية، لكن السلطات لا تعلّق على هذه الدعوات التي تأتي في وقت شهدت فيه البلاد إصلاحات سياسية ودستورية كبيرة.
وأكد البريكي أن "مسار 25 يوليو/تموز، شكل فرصة تاريخية للإصلاح، ولا يجب التفريط فيها، لكن البلاد، الآن، في حاجة ملحة لتشكيل حكومة سياسية، وقد حان الوقت لتشكيلها"، وفق تعبيره.
وعلّق المحلل السياسي التونسي، المنذر ثابت بأنه "من حيث المبدأ النظري فإن الأحزاب التي تشكل جبهة أو ائتلافاً في دعم مشروع سياسي في السلطة المفروض أن تشكل الحكومة أو أن تكون طرفاً فيها، لكن هذا يشترط إعلان تأسيس الجبهة أو الائتلاف، وأن تكون عملية الدعم تلقائية أو تطوعية وهو الحال بالنسبة للأحزاب المحيطة بمسار 25 يوليو/تموز، فهذه الأحزاب دعمت المسار دون أن تتشكل في سياق هذا الدعم جبهة فعلية على قاعدة برنامج عمل أو خطط واضحة للتغيير أو إنجاز البرنامج".
وأضاف ثابت، في تصريح لـ "إرم نيوز" انّ "هذا لا يقتصر فقط على الأحزاب بل يشمل كذلك الاتحاد العام التونسي للشغل فالعديد يريد إسقاط معطى دعم الاتحاد لمسار 25 يوليو في الوقت الذي كان فيه من الأطراف الاجتماعية القوية التي دعمت 25 يوليو ضد الإسلام السياسي، ومرحلة ما بعد العشرية السوداء" وفق تعبيره.
وشدّد على أنّه "في مستوى ثانٍ، هذه الأحزاب وجدت نفسها خارج المعارضة من جهة، وخارج الحكم من جهة ثانية، وهو ما يضعها في وضع محرج، وإن صح التعبير مأساوي بما أن ما يتم من سياسات رسمية إلى حد الآن يُحسب على هذه الأحزاب والأطراف التي دعمت مسار الـ25 يوليو/تموز".
وختم ثابت بالقول:"طبيعي أن تجد هذه الأحزاب نفسها مكرهة على البحث عن تموقع جديد، وإيجاد مسافة نقدية تجاه 25 يوليو لعلها تنجح في تدوير موقف وطرحها الداعم لهذا المسار"، وفق تعبيره.
من جانبه، قال المحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، إن "دعوات البريكي وزهير المغزاوي، وغيرهما من الشخصيات التي دعمت بقوة مسار الـ25 يوليو/تموز 2021، إلى تشكيل حكومة سياسية تستهدف جني ثمار الدعم الذي أبدته لهذا المسار".
وأضاف العبيدي في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "هذه الأحزاب تبحث عن نفوذ لها، خاصة أنها محسوبة على السلطة، ولا تضطلع إلى حد الآن بأي دور داخلها، وبالتالي هي تسعى إلى الحصول على أدوار من خلال حقائب وزارية".
وأكد أن الرئيس التونسي قيس سعيّد، "لن يستجيب لمثل هذه الدعوات، لاسيما أنه يسعى إلى التعويل على حكومته الحالية لإحداث تغيير حقيقي" وفق تعبيره.