ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية الاثنين، أن الحزب الديمقراطي الحر وحزب التجديد الياباني اتفقا فعليا على تشكيل حكومة ائتلافية.
وأضافت الهيئة نقلا عن مصدر مطلع، أن زعيمة الحزب الديمقراطي الحر ساناي تاكايتشي وزعيم حزب التجديد الياباني اليميني الأصغر هيروفومي يوشيمورا تحدثا هاتفيا صباح الاثنين وتوصلا فعليا إلى اتفاق.
وأوضحت الهيئة أن الزعيمين سيوقعان على اتفاق مساء الاثنين للإعلان رسميا عن تشكيل الائتلاف.
وبدا أن طريق تاكايتشي لخلافة رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا شبه مضمون بعد فوزها برئاسة الحزب الديمقراطي الحر الحاكم منذ فترة طويلة في وقت سابق من هذا الشهر.
لكن انسحب حزب كوميتو من الائتلاف الذي استمر 26 عامًا؛ ما أطلق سلسلة من المفاوضات المكثفة مع الأحزاب المنافسة لاختيار رئيس الوزراء المقبل.
تمثل تاكايتشي واحدة من أكثر الشخصيات ثباتًا واستمرارية في المشهد السياسي الياباني. فمنذ دخولها البرلمان العام 1993، استطاعت أن تحافظ على حضور فاعل من خلال توليها حقائب وزارية مؤثرة، مثل الشؤون الداخلية والاتصالات في عهد شينزو آبي، والأمن الاقتصادي في حكومة كيشيدا.
ويكشف سجلها السياسي عن ارتباط وثيق بالمشاريع الاستراتيجية طويلة الأمد، بدءًا من تطوير سياسات العلوم والتكنولوجيا، وصولًا إلى دفع مبادرات طموحة مثل "استراتيجية اليابان الرائعة"؛ ما يعكس موقعها كلاعبة محورية في صياغة توجهات اليابان المستقبلية.
عُرفت تاكايتشي بقربها من رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، الذي يعتبرها كثيرون "تلميذته السياسية". هذا الارتباط يمنحها ثقلًا بين المحافظين، خصوصًا مع تراجع شعبية الحكومة الحالية؛ ما يجعلها تبدو خيارًا آمنًا لإعادة الحزب إلى جذوره القومية المحافظة.
وعلى الساحة الخارجية، تحمل تاكايتشي أجندة واضحة تستند إلى مدرسة آبي؛ فهي تؤيد تعديل الدستور للسماح لقوات الدفاع الذاتي بلعب دور عسكري أوسع، كما تؤكد على أهمية التحالف مع الولايات المتحدة.
وتستشهد غالبًا بعلاقتها الوثيقة برئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، في إشارة إلى رؤيتها القيادية المحافظة؛ لكن مواقفها لا تخلو من الجدل، حيث زارت ضريح ياسوكوني العام 2022 لإحياء ذكرى قتلى اليابان في الحروب، وهو ما يثير حساسيات عميقة لدى الصين وكوريا الجنوبية.
ورغم أنها تجنبت التعليق مؤخرًا على نيتها تكرار الزيارة، إلا أن هذا الملف يبقى قنبلة موقوتة تهدد بتوتير علاقات اليابان مع جيرانها في وقت يشهد انفراجًا نسبيًا.