يرى خبراء أن اغتيال الطبطبائي يشكل محطة مفصلية في مسار الأزمة في لبنان، خاصة وأنه يُعتبر جزءاً من نهج متجدد يستهدف قيادات الصف الأول في حزب الله، في محاولة لنقل الضغط مباشرة إلى إيران باعتبارها الهدف الأعمق لهذه العمليات.
ويشيرون إلى أن هذا الاستهداف يأتي في إطار توسيع استراتيجية الاغتيالات، عبر اختراقات أمنية واسعة وغطاء دولي يتيح لإسرائيل رفع سقف عملياتها؛ ما يجعل المرحلة المقبلة مفتوحة على تصعيد يتجاوز حدود لبنان نحو إعادة رسم معادلة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد هشام جابر، إن اغتيال الطبطبائي بعملية أمنية إسرائيلية، ليس الأول ولن يكون الأخير، مؤكداً أن إسرائيل قررت أن تقضي على كل قيادات حزب الله التي تستطيع الوصول إليها.
وأضاف جابر لـ "إرم نيوز" أن إسرائيل مستمرة في تنفيذ سياسة الاغتيالات؛ لأن لا مانع ولا رادع يقف في طريقها لوقف هذه الاغتيالات، مشيراً إلى إمكانية تطور التنفيذ في طرق اغتيالات القيادات العسكرية، إلى اغتيال بعض القيادات السياسية، في وقت لن يرد فيه حزب الله على أيّ منها.
وأوضح جابر أن الحزب غير قادر على الرد بعمليات عسكرية، وهذا القرار كان منذ تنفيذ اغتيال الأمين السابق لحزب الله، حسن نصرالله، وكذلك خلفه هاشم صفي الدين، لافتاً إلى أنه في حال توسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، واستهدفته بضربات عسكرية "موجعة" حينها سيكون مضطراً للرد.
واختتم جابر حديثه بالإشارة إلى أن لبنان في وضع دقيق جداً، وكل الحسابات يجب أن تكون مدروسة لعدم اتخاذ أي خطوة غير محسوبة قد تأخذ لبنان إلى منعطف لا أحد يريده.
بينما اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، ماجد خليل أن ما من حدود يقف عندها الجانب الإسرائيلي، والطبطبائي سبقه اغتيالات كثيرة وسيليه كذلك، ولكن كعادتها إسرائيل تعمل على حدوث صدمات في الشارع اللبناني لاختياراتها الدقيقة في أهدافها والتي قد تطال في فترة مقبلة قيادات سياسية.
وأضاف خليل لـ "إرم نيوز" أن كل ما يجري يندرج في سياق واحد وهو مواصلة الاعتداءات عبر كل الوسائل المتاحة، وبضوء أخضر أمريكي؛ ما يفقد اتفاق وقف إطلاق النار أي أهمية له في هذا التوقيت تحديداً، مشيراً أن سقف إسرائيل يرتفع شيئاً فشيئاً في تنفيذ أهدافها بدقة، خاصة لجهة الاختراق الأمني الكبير في لبنان.
وأشار إلى أنه بتفكيك بنية حزب الله الهيكلية، إنما توجه إسرائيل لإيران رسائل بالنار، بأن القوة الكبرى التي كانت تعتمد عليها شارفت على نهايتها عسكرياً، فبعد إخراج إيران من سوريا، عمدت إسرائيل إلى إخراج إيران من كامل المنطقة وهذا ما يعني التوجه إلى دول أخرى لإيران نفوذ فيها.
واختتم خليل حديثه بالقول: إن لبنان مقبل على كل السيناريوهات، وللأسف في غالبيتها تصعيدية من قبل إسرائيل، فالمعادلة واضحة، لن يرتاح لبنان إلا بإنهاء سلاح حزب الله كلياً، فيما يبدو أن الدولة اللبنانية عاجزة عن تحقيق ذلك، بينما إسرائيل تملك كل الوسائل لتحقيق ذلك.