الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
تتصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بوتيرة غير مسبوقة مع استمرار سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، وعمليات الاغتيال الموجّهة لقيادات الصف الأول في ميليشيا حزب الله، وآخرها اغتيال هيثم الطبطبائي في قلب الضاحية الجنوبية.
وفيما تلوّح إسرائيل علنًا بإمكانية شنّ عملية برية واسعة في جنوب لبنان للقضاء نهائيًّا على البنية التحتية العسكرية المتبقية للحزب، فإن السلطات اللبنانية تسعى جاهدة لحصر السلاح بيد الدولة عبر الحوار السلمي؛ وذلك لمنع أي عدوان إسرائيلي جديد على لبنان.
وفي ظل الحصار المتعدد الأبعاد الذي يتعرَّض له حزب الله، يبقى التساؤل المحوري الذي يشغل الجميع.. على ماذا يراهن حزب الله بالضبط لمواجهة التحالف الإسرائيلي-الأمريكي في هذه المرحلة الحرجة؟
ووفق مصادر لبنانية مقربة من مراكز صنع القرار في بيروت تحدثت لـ"إرم نيوز"، فإن حزب الله يعتمد على أربعة مرتكزات رئيسية، يعتبرها «بطاقات قوة» تمنحه القدرة على فرض شروطه بداية على الدولة اللبنانية، ومِن ثمّ تمكنه من الاستمرار في المواجهة مع إسرائيل.
وتتمثل أول هذه المرتكزات من وجه نظر المصادر اللبنانية في ترسانة الصواريخ الدقيقة التي ما زال يملكها الحزب ويتراوح عددها بحسب التقديرات الأمريكية بين 25 و40 ألف صاروخ وقذيفة دقيقة قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي.
وكانت معلومات سابقة أظهرت، أن الحزب يحتفظ بجزء كبير من ترسانته الصاروخية في أنفاق ومخازن تحت الأرض خارج جنوب الليطاني، بعيدًا عن استهداف الطيران الإسرائيلي المباشر.
وتؤكد المصادر، أن المرتكز الثاني الذي يراهن عليه الحزب يتضمن امتلاكه معادلة «توازن الرعب» مع تل أبيب والتي تعني قدرته على تحويل أي هجوم بري إسرائيلي واسع إلى كارثة داخلية إسرائيلية من خلال استهداف البنى التحتية الحيوية (الكهرباء، المطارات، الموانئ، ومنشآت الغاز)، وهو ما يُعتبر الضامن الأخير للردع حتى لو خسر الحزب كامل وجوده على الحدود.
كذلك فإن الحزب يعتبر الدعم الإيراني السري والجبهة اليمنية ورقة إسناد تعزز قوته، فأي تصعيد كبير ضده سيُقابل بإعادة فتح جبهة البحر الأحمر من قبل إيران وميليشيا الحوثيين؛ ما سيُكلف الاقتصاد الغربي والإسرائيلي مليارات الدولارات يوميًّا، وهو سيناريو تدرك واشنطن خطورته جيدًا بحسب ما تقول المصادر اللبنانية.
وترى المصادر، أن الحزب يراهن أيضًا على حاضنته الشيعية التي تتمتع بثقل كبير في المجتمع اللبناني وذلك بالإضافة إلى رفض الدولة اللبنانية الرسمية لأي عملية نزع سلاح بالقوة، فقد أكد الجيش اللبناني مِرارًا أنه لن يدخل في مواجهة عسكرية مع الحزب لنزع سلاحه بالقوة؛ وذلك نظرًا لكون مثل هذه الخطوة ستؤدي -لا محالة- إلى حرب أهلية داخلية.
وفي ظل هذه المعطيات، فإن الحزب يراهن على أن إسرائيل وأمريكا، رغم تفوقهما العسكري الساحق، لن تجرؤا على دفع الثمن الباهظ لاجتثاثه كليًّا، وأن أي ضغط إضافي سيؤدي في النهاية إلى تسوية سياسية تحفظ له جزءًا أساسيًّا من نفوذه السياسي، على أن التساؤلات التي تبقى حاضرة.. هل تظل هذه الرهانات صالحة في عام 2026؟ هل يضطر الحزب إلى الدخول في مفاوضات تحت عنوان «ترتيبات أمنية جديدة» قد تُفرض عليه بالقوة؛ ما سيُشكل تحولًا إستراتيجيًّا عميقًا في موازين القوى في لبنان والمنطقة بأسرها؟.