كشف رئيس الحراك الوطني للأحزاب الليبية، عمار الديب، عن اجتماعات للأحزاب لبحث الأزمة السياسية في البلاد وسبل تشكيل حكومة موحدة، ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة تلك التنظيمات السياسية على التأثير في المشهد العام في البلاد.
وجاء تحرك الأحزاب السياسية في ليبيا بعد أيام من تعيين وزيرة الخارجية الغانية السابقة، حنا تيتيه، مبعوثة أممية جديدة إلى البلاد التي تشهد فوضى وانقسامًا سياسيًّا مستمرًا منذ نحو عقد من الزمن.
وتعثر تنظيم الانتخابات العامة في ديسمبر من العام 2021، ما قاد إلى دخول ليبيا في أزمة سياسية حادة وسط محاولات لتشكيل حكومة بديلة عن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض باستمرار التخلي عن السلطة.
ومع غياب الانتخابات النيابية والرئاسية، يسود الجمود نشاط الأحزاب السياسية في ليبيا، ما يثير تساؤلات حول قدرتها على إقناع الأطراف الفاعلة الأخرى في الساحة بأي مبادرة جديدة.
وقال المرشح الرئاسي، سليمان البيوضي، إن "كل التحركات المحلية تسعى لإيجاد موطئ قدم على طاولة المفاوضات الأممية والمشاركة في الحل السياسي برعاية أممية".
وتابع البيوضي، لـ"إرم نيوز"، أن "من المعيب حقًّا أن تعجز الأطراف السياسية الليبية عن إطلاق مشروع مقاومة وطني يناضل بكل الوسائل لإنقاذ البلاد من براثن الاستعمار وقوى الشر الإمبريالية وإنهاء سلطات العمالة للأجنبي، والنهب والافتراس الممنهج للثروات الوطنية" وفق تعبيره، معتبرا أن "كل حراك سياسي في البلاد يمثل خطوة إلى الأمام".
ومن جانبه، اعتبر المحلل السياسي، الدكتور خالد محمد الحجازي، أن "تحركات الأحزاب السياسية في ليبيا تأتي في إطار جهود مستمرة من قبل التكتلات الحزبية لتعزيز دورها في المشهد السياسي الليبي، وتسعى هذه الاجتماعات إلى إيجاد حلول للأزمة السياسية المستمرة في ليبيا، بما في ذلك مبادرات لتشكيل حكومة موحدة".
وأضاف الحجازي لـ"إرم نيوز" أنه "في يوليو/ تموز الماضي، وقّعت 8 تكتلات تضم 70 حزبًا سياسيًّا مذكرة تفاهم لتعزيز الثقة في العمل السياسي والحزبي، وتقديم برامج تستجيب لتطلعات الشعب".
وأوضح أنه "مع ذلك، يرى بعض المحللين أن هذه المبادرات قد لا تقدم جديدًا، وقد تكون استكمالًا لمبادرات سابقة، مثل تلك التي اقترحتها المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني خوري".
وتابع أن "من المحتمل أن تسعى الأحزاب الليبية إلى التنسيق مع البعثة الأممية في جهودها لحل الأزمة السياسية. ومع ذلك، هناك تحفظات من بعض الجهات الليبية بشأن مبادرات البعثة الأممية، خاصة فيما يتعلق بتشكيل لجان دون التشاور مع المؤسسات الليبية المعنية".
وبيّن أن "الأحزاب الليبية تواجه تحديات كبيرة في التأثير على المشهد السياسي، نظرًا لقصر عمر التجربة الحزبية في البلاد وسيطرة الانقسامات السياسية، وعلى الرغم من ذلك، تسعى هذه الأحزاب إلى تعزيز وجودها من خلال التكتلات والتحالفات، بهدف فرض وجودها في المشهد السياسي والمشاركة الفعّالة في العملية السياسية" بحسب تعبيره.
ووفق الحجازي "لا يزال تأثير الأحزاب محدودًا بسبب التحديات المستمرة، بما في ذلك الوضع السياسي المعقد، والإرادة الدولية، ودور المال السياسي، ولوبيات الضغط المسلحة".
وختم بقوله: "بينما تمثل هذه الاجتماعات خطوة إيجابية نحو تعزيز دور الأحزاب في المشهد السياسي الليبي، فإن نجاحها في تشكيل حكومة موحدة يتطلب تنسيقًا واسعًا مع مختلف الأطراف المحلية والدولية، بالإضافة إلى التغلب على التحديات الداخلية التي تواجهها".