إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
تواصل حركة حماس البحث عن مخرج للحرب الدائرة ضد إسرائيل في قطاع غزة، بالرغم من مرور 400 يوم على الحرب، فيما تنتظر الأخيرة جني ثمار الحرب، خاصة بعد أن نجحت في تصفية كبار قادة الحركة، وأحدثت أكبر دمار في مختلف مناطق القطاع.
ووفق الإحصاءات الفلسطينية الرسمية، فإن الحرب أدت لمقتل وإصابة وفقدان نحو 100 ألف من سكان القطاع، 70% منهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نزوح نحو 80% منهم من مناطقهم السكنية، علاوة على الدمار الكبير الذي يحتاج إلى سنوات من أجل إزالة آثاره وإعادة الإعمار.
حسابات خاطئة
ويرى الخبير في الشأن الفلسطيني، أيمن يوسف، أن "حركة حماس وجناحها المسلح تعرضوا لضربة قاسية بسبب استمرار الحرب في غزة لأكثر من عام"، مشيرًا إلى أن الحركة فقدت نحو 80% من قوتها السياسية والعسكرية.
وقال يوسف، لـ"إرم نيوز"، إن "الدمار الكبير للقطاع والقصف العنيف واستهداف القادة السياسيين والعسكريين في الداخل والخارج، كل هذه العوامل أفقدت حركة حماس توازنها، ودفعتها للبحث عن مخرج يمكنها من إعادة تهيئة نفسها".
وأوضح أن "الضغوط تتزايد على قادة الحركة في الداخل والخارج من أجل تقديم تنازلات جوهرية تؤدي إلى إنهاء الحرب، والتوصل لاتفاق تبادل أسرى مع إسرائيل"، مبينًا أن "حسابات حركة حماس الخاطئة كانت سببًا في دخول غزة وإسرائيل لأطول حرب في المنطقة".
وأشار إلى أن "قيادة حركة حماس كانت تسعى لمواجهة قصيرة الأمد، تؤدي إلى صفقة تبادل أسرى كبرى مع إسرائيل، كما أنها اعتمدت على حلفاء إيران في المنطقة لتنفيذ هجوم متزامن"، لافتًا إلى أن "كل ذلك لم يحدث، وبالتالي تعرضت حركة حماس لخسارة مدوية"، وفق تقديره.
وتابع يوسف، بأن "الحركة لن تتمكن من استعادة القوة العسكرية والسياسية التي كانت عليها قبل هجوم أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وستكون مضطرة لتقديم تنازلات كبيرة لإنهاء الحرب في غزة"، مستكملًا أنه "في حال لم يتم التوصل لاتفاق خلال ما تبقى من ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن فإن حركة حماس ستدفع ثمنًا باهظًا مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض".
مكاسب إسرائيلية
ويرى المحلل السياسي، علي السرطاوي، أن "إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ينتظران اللحظة المناسبة لجني ثمار قراراتهم السياسية والعسكرية المتعلقة بالحرب على غزة، والمواجهة العسكرية مع ميليشيا حزب الله في لبنان".
وقال السرطاوي، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "النجاحات الكبيرة في اغتيال القادة السياسيين والعسكريين لحركة حماس خلال الحرب على غزة، وفتح عدة جبهات في آن واحد، جعلت من نتنياهو الزعيم التاريخي لإسرائيل، ومثلت له المخرج من العديد من الملفات العالقة أمامه".
وأوضح السرطاوي أن "نتنياهو نجح في ضمان مستقبله السياسي، كما أنه كسر شوكة أحزاب المعارضة، وهو ما يجعله أكثر الشخصيات السياسية حماسًا لأي انتخابات مقبلة للكنيست الإسرائيلي"، مؤكدًا أنه تخلص من كافة الضغوط التي كانت تؤرقه قبل هجوم حركة حماس.
وبين أنه "وبعد 400 يوم من الحرب على غزة فإن إسرائيل ليست في عجلة من أمرها لإنهاء القتال، كما أنها تواصل العمل من أجل تنفيذ خططها العسكرية خاصة في شمال القطاع"، مرجحًا أن تمتد تلك العملية لتشمل مدينة غزة.
وتوقع السرطاوي "أن تستمر الحرب في غزة لفترة طويلة، وأن انسحاب الجيش الإسرائيلي لن يتم إلا على مراحل متباعدة، علاوة على أن حركة حماس لن تحصل على أي من مطالبها، وستكون مضطرة للقبول بأي عرض يُقدم خلال الفترة المقبلة".