اعتبر نجيب أبو فخر، رئيس المكتب السياسي للمجلس العسكري في الجنوب السوري، أن دخول القوات الحكومية إلى السويداء "لن يساهم في التهدئة وسيفاقم التوتر"، وفق تعبيره، مستشهدا بتجربة قرية المزرعة حيث تصاعدت التوترات بعد يوم واحد من الدخول السلس.
وأضاف في حوار مع "إرم نيوز" أن شروطًا جديدة تُطالب بدخول الأمن العام فقط دون الفصائل الأخرى، محذِّرًا من أن نقض هذه الشروط سيجعل الوضع "صعبًا جدًا".
وأوضح أبو فخر أن التهدئة الحقيقية تتطلب "تعاونًا في عملية انتشار الجيش السوري الجديد"، مشيرًا إلى أن التطورات الأخيرة كانت متوقعة، مع رفضه القاطع لأي تدخل أجنبي. كما نفى أن يكون اجتماع باكو سبب هذه التطورات، مؤكدًا أن القرار اتُّخذ منذ اعتداء بعض الأشخاص على محافظ السويداء السابق.
وقال أبو فخر إن دخول القوات الحكومية إلى السويداء لن يساهم في التهدئة وسيفاقم التوتر، مستشهِدًا بتجربة قرية "المزرعة"، حيث كان دخولهم سلسًا في البداية، لكن في اليوم التالي تصاعدت التوترات.
وأضاف أبو فخر أن شروطًا جديدة طُرحت، وهي أن يدخل للتفتيش الأمن العام فقط، دون الفصائل الأخرى، خاصة التي تريد "الانتقام" من البدو وغيرهم، لكن إن تم نقض هذه الشروط، سيكون الوضع صعبًا جدًا، مشيرًا إلى أن التهدئة والاستقرار يحتاجان إلى تعاون في عملية انتشار الجيش السوري الجديد.
وأشار أبو فخر إلى أن التطورات الأخيرة كانت متوقعة، والجميع يعلم أن الأمور ستصل إلى هذه النقطة، محذرًا من أن مسألة التصعيد لن تنفع أبدًا في ظل الانقسامات في الصف، مع الرفض القاطع للتدخل الأجنبي، خاصة في ظل وجود من كان يراهن عليه، بدليل الموقف الإسرائيلي الذي خذل أنصاره، باستثناء بعض الضربات الخجولة إرضاءً للشارع الإسرائيلي لا الدرزي في السويداء، وتحقيقًا لمصالحه أيضًا.
وتابع أبو فخر قائلًا: إن من المهم لدينا التحرر من التدخل الأجنبي ومن ثقله؛ لأن من الواضح أن هناك متاجرة في هذا الأمر، خاصة وأنه انعكس سلبًا على محافظة السويداء وعلى الدروز بشكل عام.
وبالنسبة إلى تحالف الأقليات، بيّن أبو فخر أنه لا يمكن أن يحيا هذا التحالف إذا لم يكن له مشروع سياسي مشترك من خلال التمسك بالدولة التشاركية التعددية، وهذا يمكن تسميته بتحالف الوطنيين السوريين، وليس الأقليات؛ فهم يطمحون إلى بلد سوري موحد، عادل، ومنصف للجميع، لافتًا إلى أنه لا يمكن بناء دولة على حساب مصالح الطوائف ومصالح فئات.
ونفى أبو فخر أن يكون اجتماع باكو هو الذي أوعز بهذه التطورات، مؤكدًا أن الموضوع مُقرّر قبل هذا الاجتماع، وتحديدًا منذ خروج محافظ السويداء، مصطفى بكور، من المحافظة، بعد الاعتداء الذي تم عليه من قبل بعض الأشخاص الذين لم تتم محاسبتهم إلى يومنا هذا.
وأضاف أبو فخر أنه منذ ذلك الوقت بدأ التحضير من قبل دمشق للدخول إلى السويداء، أما في السويداء فكنا نعمل على الحل السياسي والتصالحي، وكان معنا شركاء من الدولة الجديدة، من بينهم محافظ السويداء، لكن قوبل ذلك بتعنت من قبل أطراف أخرى داخل السويداء.
وأشار المسؤول السياسي إلى أن وجود "العمالة" خرّب بدوره مساعي الحل السياسي، من بعض الناس الذين كانوا يبحثون عن بعض المناصب والمكاسب في دمشق، وبالتالي، هذا يقود إلى أن الدولة إذا لم تُبنَ على أسس عادلة، فهي مبنية على قواعد ضعيفة، على حد تعبيره.
وحول موقف دمشق، أكد أبو فخر أن "الحكومة الجديدة استطاعت أخذ غطاء كامل، عربي وغربي، للدخول إلى السويداء".
واختتم أبو فخر حديثه بالقول: إنه من غير المنصف القول إن ما حدث في السويداء يتعلق بالشرارة التي حدثت بما يتعلق باختطاف تاجر الخضار؛ فهذه الذريعة كانوا ينتظرونها للإعلان عن نقطة الصفر لتنفيذ الخطة المدروسة عبر أشهر، وفق قوله.