اعتبرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن رد حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بمثابة "بالون اختبار يحمل رسالة مزدوجة".
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم، إن "رد حماس كان متوقعا، وهو أشبه ببالون اختبار يحمل رسالة مزدوجة.. نعم، ولكن! ففي ظل الضغوط الشديدة بعد تصريحات ترامب، لم يكن لدى حماس القدرة على الإصرار أو المماطلة، فقبل انتهاء المهلة جاء ردها المتوقع".
وأبدت حماس موافقتها على خطة ترامب، لكنها رفضت تسليم سلاحها أو السماح بالوجود الدولي أو تشكيل حكومة غير فلسطينية. وهو الرد التقليدي للحركة عندما يصبح الرفض المطلق غير ممكن، وتكون هناك حاجة لكسب وقت إضافي ومساحة للمناورة.
وأضافت الصحيفة: "لم يفاجأ أحد، وبالأخص في واشنطن. فتلقي ترامب لرد رسمي يُعد بداية مرحلة جديدة، ويمكن اعتباره نقطة اختبار ليس لحماس فقط، بل لإسرائيل أيضا".
وتواجه إسرائيل مأزقا سياسيا ودبلوماسيا شديد التعقيد بعد رد حماس القائل "نعم، لكن"، بحسب الصحيفة التي اعتبرت أن أي رفض إسرائيلي قد يظهر بمظهر السلبي.
وبما أن إسرائيل اكتسبت شرعية الأسبوع الماضي حين قدم ترامب خطته وحصلت على موافقة نتنياهو، فإن أي خطوة دبلوماسية أو سياسية خاطئة قد تفقدها هذه الشرعية المكتسبة.، على حد وصف الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أن المشكلة الرئيسة تتمثل في أن الائتلاف الحاكم في إسرائيل على حافة الهاوية. فقد هدد زعيما جناحه المتشدد، سموتريتش وبن غفير، بالاستقالة إذا تم اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار قبل "القضاء التام على حماس".
في المقابل، يواصل غانتس إرسال إشارات بأنه قد ينضم إذا وافقت الحكومة على الخطة السياسية، بينما أعلن زعيم المعارضة لابيد أنه سيقدم "شبكة أمان" لصفقة تبادل الأسرى، ربما مقابل الاتفاق على موعد محدد للانتخابات.
وقد تؤدي خطة ترامب إلى تفكك الحكومة الإسرائيلية وتشكيل حكومة جديدة، وإن كان ذلك لفترة قصيرة. وإذا وافق نتنياهو على الخطة، فمن المرجح أن يفقد دعم شركائه في اليمين المتطرف، لكنه قد يحصل على دعم مؤقت من الوسط والمعارضة.
أما في حال رفضه الخطة، فسيخسر دعم واشنطن وأوروبا، وربما ما تبقى من الدعم السياسي لإسرائيل.
وقالت الصحيفة، إن حكومة نتنياهو تواجه أكبر معضلة سياسية منذ عقود، فكيف يمكن للحكومة أن تبقى متماسكة في ظل ضغط البيت الأبيض باتجاه واحد، بينما يدفع وزراؤها في الاتجاه المعاكس، وكيف تحافظ على مظهر الثبات، في حين يراه العالم بمثابة رفض للسلام.
ولمواجهة هذه المعضلة تسعى إسرائيل جاهدة لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة: طمأنة واشنطن، والحفاظ على أكبر قدر ممكن من السيطرة على الساحة العسكرية، ومنع انهيار التحالف الحاكم أو على الأقل تأجيله. ويُطلب من الجيش الإسرائيلي كبح جماح العمليات في غزة، بحيث لا يُنظر إليها كوقف كامل لإطلاق النار، بل كـ"هجوم من أجل وقف إطلاق النار". عمليا، يشكل هذا تغييرا شكليا، بينما يمثل سياسيا تحولا جذريا.
وختمت الصحيفة العبرية تقريرها بالقول: "هكذا تشكل موقف نادر: كلا الطرفين يسعى للظهور وكأنه يوافق، دون أن يقدم موافقة حقيقية. حماس تكسب الوقت، وإسرائيل تكسب الشرعية والدعم السياسي، بينما الولايات المتحدة تحقق إنجازا دبلوماسيا، وربما يقترب ترامب من الحصول على جائزة نوبل للسلام".