أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، اليوم الأربعاء، أن نسبة المشاركة في الانتخابات التي أجريت أمس الثلاثاء بلغت 56.11% من مجموع الناخبين المسجلين، بعد احتساب نتائج التصويت العام والخاص والنازحين في مختلف المحافظات العراقية.
وقالت المفوضية في بيان رسمي: "عدد المصوّتين الكلي بلغ 12,009,453 ناخبًا من أصل 21,404,291 ناخبًا يحق لهم التصويت"، مشيرة إلى أن "عملية الاقتراع العام التي جرت يوم الثلاثاء شهدت مشاركة 10,904,637 ناخبًا بنسبة بلغت 54.35%، فيما بلغت نسبة المشاركة في التصويت الخاص (القوات الأمنية والنازحين) 82.52% و77.35% على التوالي".
وأوضح البيان أن "محافظة أربيل تصدّرت نسب المشاركة بـ 69.02%، تلتها السليمانية بنسبة 56.87%، ثم نينوى بنسبة 64.07%، فيما سجّلت محافظات الجنوب نسبًا أدنى، إذ بلغت المشاركة في ميسان 40.11%، والنجف 42.70%، وذي قار 47.94%، في حين تجاوزت المشاركة في العاصمة بغداد بفرعيها (الكرخ والرصافة) 53%".
وأكدت المفوضية أن "النتائج تمثل نسبة الاقتراع بعد فرز 99.98% من محطات التصويت، وأنها لم تسجل خروقات تقنية أو أمنية مؤثرة" موضحةً أن "المرحلة المقبلة ستشهد تدقيقًا نهائيًا للنتائج من قبل اللجان القضائية المختصة قبل إعلانها رسميًا".
وتُعد نسبة المشاركة المعلنة الأعلى مقارنة بانتخابات العام 2021 التي بلغت نحو 41%؛ ما اعتبره مراقبون تحسنًا في المزاج الانتخابي العام، رغم استمرار مؤشرات العزوف في المحافظات الجنوبية التي كانت سابقًا مركزًا للاحتجاجات الشعبية.
ويرى خبراء أن ارتفاع المشاركة يعود إلى احتدام المنافسة بين القوى التقليدية وتعدد القوائم في بغداد والمحافظات، إضافة إلى تحرك الحكومة في ملف الخدمات والوظائف خلال الأشهر الماضية؛ ما انعكس على الإقبال النسبي على صناديق الاقتراع.
وتأتي الانتخابات البرلمانية لعام 2025 في مرحلة سياسية حساسة، إذ يُنتظر أن تُحدد ملامح الحكومة المقبلة على ضوء نتائج التحالفات الكبرى، مثل ائتلاف الإعمار والتنمية برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ودولة القانون بزعامة نوري المالكي، وتحالفي تقدم والسيادة في المكون السني، إلى جانب القوى الكردية التي شهدت انقسامًا واضحًا بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم.