الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي

logo
العالم العربي

فورين بوليسي: حزب الله منهك ولبنان أمام فرصة تاريخية لنزع سلاحه

فورين بوليسي: حزب الله منهك ولبنان أمام فرصة تاريخية لنزع سلاحه
أنصار ميليشيا "حزب الله" في الضاحية الجنوبية المصدر: AFP
27 أغسطس 2025، 9:27 ص

قال تقرير غربي إن حزب الله وصل إلى درجة الإنهاك، ما يجعل لبنان أمام فرصة تاريخية لاتخاذ قرار حصر السلاح بيد الدولة ونزعه من أيدي الفصائل والميليشيات.

وأضاف التقرير الذي نشرته مجلة "فورين بوليسي"، إن الواقع تغيّر؛ فالحزب، الذي خسِر جزءًا كبيرًا من كوادره وممراته الإقليمية الحيوية من طهران إلى بيروت، يجِد نفسه اليوم محاصرًا داخل لبنان، أمام جيشٍ قرَّر للمرة الأولى أن يمضي بخطواتٍ واضحة نحو نزعه من معادلة السلاح.

لكن الخطوة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية بالشروع في تفكيك ترسانة حزب الله، بدعم من الجيش وبالتعاون مع قوات "اليونيفيل"، لم تكن قرارًا عاديًا؛ إذ رغم ضعف الحكومة، فهي القوة الوحيدة القادرة على انتزاع سكين حزب الله من حلق الشعب، كما أن هذه الخطوة ما هي إلَّا بداية مسارٍ طويل نحو استعادة السيادة على واحدٍ من أكثر الملفات حساسية في لبنان.

منذ توقيع حزب الله اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل أواخر العام الماضي، أعاد الحزب إنتاج المشهد القديم ذاته "حربٌ يخوضها باسم "المقاومة"، خسائر بشرية ومادية فادحة، توقيع على التزاماتٍ دولية بنزع السلاح، ثم تراجعٌ وصمتٌ دولي يترك اللبنانيين وحدهم يدفعون ثمن إعادة الإعمار، وبالنسبة للمواطن العادي، فإن مقتل الجنود اللبنانيين، وهم ينفذون هذه الأوامر، ما هو إلاَّ دليل إضافي على جدية هذه الحكومة اللبنانية في نزع السلاح.

أخبار ذات علاقة

نواف سلام وتوماس باراك

مصادر تكشف لـ"إرم نيوز" عن ضمانات أمريكية لبيروت خلال عملية نزع سلاح حزب الله

 

من جهةٍ أخرى ورغم محاولات حزب الله لاستعادة صورته كقوةٍ لا تُقهر، فإنه يعيش على وقع الهزائم؛ فلم ينجح في منع إسرائيل من التوغّل جوًا وبرًا، ولا من اغتيال قادته، ولا حتى من ضرب عناصره عبر وسائل بدائية مثل أجهزة النداء اللاسلكي، والأخطر أنه فقد قدرته على إقناع اللبنانيين بأنه “درعهم الواقي”، بعدما تحوَّل إلى عبء مباشر عليهم، وانفجار مرفأ بيروت يبقى شاهدًا دامغًا على كلفة تخزينه المتفجرات وسط المدنيين.

وبحسب التقرير فإن انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية، وتولي نواف سلام رئاسة الحكومة، مثّل لحظةً فاصلة؛ فقد جعل الرجلان نزع سلاح حزب الله محورًا أساسيًا في برنامجهما  السياسي، وللمرة الأولى منذ سنوات بدا أن الدولة لديها نية واضحة للتمسك بمبدأ "احتكار السلاح"كما أن تصريح سلام كان واضحًا: "نزع سلاح حزب الله هو الهدف، لا نقطة البداية"، وهذه الجملة وحدها تكشف حجم التعقيد؛ إذ يُدرك الجميع أن الطريق نحو هذا الهدف محفوفٌ بالخسائر والمخاطر.

إيران تدرك أن ذراعها في لبنان لم يعد كما كان؛ فتصريحات مستشاري المرشد الأعلى، الذين وصفوا فكرة نزع سلاح الحزب بأنها “حلمٌ مستحيل”، بدت أشبه بمحاولة رفع معنويات في وقت لم يعُد المزاج اللبناني متسامحًا، وحتى الاستطلاعات التي يستند إليها الحزب لتأكيد شرعيته تكشف العكس "نعم، شريحةٌ من اللبنانيين تتحفظ على نزع السلاح بلا استراتيجية دفاعية بديلة، لكنها في الوقت ذاته تقرّ بأن مستقبل البلد لا يمكن أن يبقى رهينة ترسانة حزب الله".

أخبار ذات علاقة

العماد رودولف هيكل

قائد الجيش اللبناني: ننفذ مهمات معقدة بالجنوب وسط اعتداءات إسرائيل

 

وجاء في السياق أن الحزب، رغم كلّ ما راكمه من قوة خلال العقدين الماضيين، فشل في حماية لبنان من الاغتيالات أو الاحتلالات أو حتى التفجيرات الغامضة التي استهدفت صفوفه، والأهم أنه فشل في منع أكبر كارثة مدنية شهدتها البلاد "انفجار مرفأ بيروت"، الذي بقي حتى اليوم جرحًا مفتوحًا في ذاكرة اللبنانيين دون محاسبة.

لكن الجميع يعلم أن حزب الله لن يتنازل بسهولة؛ فالتجربة مع اغتيال رفيق الحريري عام 2005، ومع كلِّ محاولة سابقة لفرض قرارات سيادية، تقول إن المواجهة المقبلة قد تكون دموية.


ومع ذلك، يظل الرهان على أن هذه المرة مختلفة؛ إذ إن الدولة، رغم ضعفها، تملك الآن فرصة بأن تُعيد للبنانيين حقهم في تقرير مستقبلهم، وأن المجتمع الدولي، إذا أراد تجنيب لبنان جولة جديدة من الخراب، عليه أن يقف بجدية إلى جانب الجيش والحكومة.

وفي النهاية، قد تكون لحظة الإنهاك التي يمر بها الحزب فرصةً نادرة؛ فإمَّا أن يتمكن لبنان من فرض سيادته أخيرًا، أو أن يضيع مرةً أخرى في دوامة صراعٍ لا نهاية له بين إيران وإسرائيل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC