كييف: روسيا أطلقت 526 مسيرة وصاروخا على أوكرانيا ليل الثلاثاء
كشفت مصادر مطلعة في الحكومة اللبنانية، عن تقديم المبعوث الأمريكي توماس باراك، ضمانات للضغط على إسرائيل بهدف تجنب قصف أي مواقع لـ"حزب الله" في الجنوب والبقاع، خلال عملية حصر السلاح التي سيبدأ فيها الجيش اللبناني بعد اعتماد الحكومة في الـ31 من أغسطس الجاري، الخطة الخاصة بنزع السلاح.
وذكرت المصادر لـ"إرم نيوز"، أن وعود باراك قدمها لرئيس الوزراء نواف سلام، وجاءت في ظل مخاوف على مستويات عدة سياسية وحكومية في لبنان من قيام إسرائيل بتوجيه ضربات لمواقع "حزب الله" خلال تنفيذ الجيش عملية حصر السلاح، المقرر لها جدول زمني من سبتمبر المقبل حتى الـ31 من ديسمبر من العام الجاري؛ ما سيكون له تأثير سلبي على عملية نزع السلاح وهو ما سيستغله حزب الله لصالحه على عدة مستويات.
وأشارت إلى أن "باراك تحدث عن أن عملية الانسحاب الإسرائيلي من المواقع الخمسة الحدودية المحتلة في الجنوب، سيتم العمل عليها بشكل كبير المرحلة المقبلة، ليكون ذلك مع انتهاء عملية نزع السلاح التي سيقوم بها الجيش اللبناني؛ إما من خلال اتفاق سلام وإما التطبيع".
وزار باراك العاصمة اللبنانية ورافقته نائبته مورغان أورتاغوس، ووفد من الكونغرس الأمريكي، ضم السيناتور جين شاهين، والسيناتور ليندسي جراهام، والنائب جو ويلسون، والسفيرة الأمريكية في بيروت ليزا جونسون.
والتقى باراك بالرئيس اللبناني جوزيف عون في قصر بعبدا، وتسبب في أزمة بعد أن وجه إساءة للصحفيين، حيث قام بوصف المراسلين الصحفيين في القصر الرئاسي اللبناني بأنهم "حيوانيون، فوضويون، غير متحضرين"، وفق قوله.
واعتبر باراك أن ذلك "يعكس حال المنطقة برمتها"، على حد تعبيره.
وفي ظل مخاوف تتعلق بالجواب الإسرائيلي على الرد اللبناني حول الورقة الأمريكية الخاصة بنزع السلاح، يقول الباحث السياسي اللبناني، قاسم يوسف، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول الاصطياد في الماء العكر، وقيامه بالثناء على القرار الحكومي اللبناني بخصوص عملية سحب السلاح، ليس من باب الموافقة ولكن من باب المناكفة على اعتبار أن هذا النوع من الثناء قد يعمل على توتر الوضع الداخلي.
وبيَّن يوسف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه معلوم للجميع أن اليمين الإسرائيلي ونتنياهو لا يريدون اتمام اتفاق مع لبنان، ويأملون في أن تكون المناطق اللبنانية الجنوبية "غزة جديدة"، ونتنياهو كان يرغب منذ بداية الحرب، بضرب مجمعات سكنية في لبنان وهدم القرى المحسوبة على حزب الله، تحديدًا المناطق الشيعية في الضاحية والجنوب وبعلبك ولكن ما منعه هو ضوء أحمر أمريكي.
ويرى أن قرار الحكومة اللبنانية يضع نتنياهو أمام معادلة صعبة لأنه سحب الذريعة من إسرائيل بقرار سحب السلاح مصحوبًا بجدول زمني؛ ما قطع الطريق على تل أبيب بتدمير لبنان وإعادته للعصر الحجري، وفق قوله.
ويعتقد يوسف أن "الأمور ستذهب نحو المزيد من التهدئة في الأيام المقبلة وإسرائيل باتت تتعاطى جديًّا مع هذا القرار الذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية"، مضيفًا أن "ما يجري من محاولات عبث لتوتير الوضع الداخلي، في وقت تظهر فيه المفارقة، بأن يتفق نتنياهو وحزب الله على رفض قرار الحكومة بسحب السلاح حيث لا يريد نتنياهو ذلك لتنفيذ سياسة الأرض المحروقة في لبنان وحزب الله يريد الاحتفاظ بسلاحه لخدمة المشروع الإيراني".