تتباين الأسباب التي تدفع كلًا من حركة حماس وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على قبول وقف إطلاق النار، مع دخول الحرب شهرها الحادي والعشرين، خصوصًا أنه يأتي في أعقاب تحول في ميزان القوى في الشرق الأوسط بعد حرب الشهر الماضي التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وإذا أكملت إسرائيل وحماس المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر، فسيؤدي ذلك إلى وقف الحرب الدائرة منذ نحو عامين في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
أعطت الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران الشهر الماضي، نتنياهو فرصة للتفاوض، فيما تتعرض حماس لضغوط من الفلسطينيين المطالبين بإنهاء الأزمة بعد أكثر من ثلاثة أشهر من تقييد إسرائيل دخول المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات إلى القطاع.
يعتقد دانيال ليفي، المسؤول والمفاوض الإسرائيلي السابق أن هذا هو الوقت المثالي لرئيس الوزراء الإسرائيلي ليقول إنه لديه "رواية نصر جديدة بعد إيران"، موضحًا أنه "لا يمكن لنتنياهو أن يبدأ بجس النبض لمعرفة ما إذا كان ذلك سيمنحه دفعة سياسية كافية، إلا إذا قرر وقف إطلاق نار مؤقت".
ويتعرض نتنياهو لضغوط سياسية منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ويرى محللون سياسيون أن نتنياهو سعى إلى تعزيز فرص بقائه في السلطة بعد موجة غضب شعبي إزاء الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية التي أدت إلى الهجوم.
ويقول ليفي: "لا يمكنه تجاهل الادعاء الذي طالما كرره، وهو أنه إذا أزلنا التهديد الإيراني، فإن آفاقًا جديدة كليًا تنفتح لما يمكن فعله في هذه المنطقة".
للاستفادة من الدعم الشعبي الإسرائيلي الواسع للهجوم على إيران، يدرس نتنياهو الدعوة إلى انتخابات مبكرة، لكنه لا يزال يواجه مهمة شاقة، فقد كان بالفعل شخصية مثيرة للانقسام في إسرائيل عندما تضررت شعبيته بشدة بعد هجوم حماس، قبل الهجوم الإيراني، أظهرت استطلاعات الرأي أن ائتلافه الحالي سيفقد السلطة إذا أُجريت انتخابات الآن.
كما أن عائلات الرهائن تنزل إلى الشوارع منذ شهور، مطالبة بإنهاء الحرب وإبرام اتفاق لإعادة أقاربهم، إضافة إلى أن على إسرائيل ضغوطًا دبلوماسية من حلفائها لإنهاء القتال في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية هناك.
في غزة، تتعرض حماس لضغوط لقبول وقف إطلاق النار من الفلسطينيين الذين سئموا الجوع والتهديد الدائم بالغارات الجوية من القوات الإسرائيلية.
وتقول تهاني مصطفى، المحللة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية: "إن أكبر ضغط على حماس لأي عرض يُعرض، حتى لو كان مجرد وقف مؤقت يسمح بدخول بعض المساعدات، كاف لإجبارها على الموافقة الآن، إذا كان ذلك سيمنح سكان غزة بعض الراحة".
تجنبت إسرائيل في الأشهر الأخيرة عمليات الإغاثة التي تقودها الأمم المتحدة، ودعمت بدلًا من ذلك نظامًا خاصًا لتوصيل المساعدات، حيث يحمي جنود إسرائيليون ومتعاقدون أمريكيون مسلحون من القطاع الخاص مراكز توزيع المساعدات، غالبًا ما ينفد الطعام بسرعة، وغالبًا ما يكون هناك اكتظاظ فوضوي في المواقع.
صرحت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، يوم الخميس، بأن الجيش سيُكمل قريبًا المرحلة الحالية من عمليته في غزة، ويضيف ديفرين أن حماس في وضع ضعيف في غزة بعد القضاء على معظم قياداتها، وتتولى الحركة الآن قيادة ثالثة خلال ثمانية أشهر.