كشف مصدر مسؤول في الإدارة الأمريكية عن اكتمال الاتفاق الأمني المزمع توقيعه بين سوريا وإسرائيل بنسبة 99%، واصفا الإعلان عنه بأنه سيكون "حدثًا تاريخيًا".
ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن المصدر الأمريكي أنه "لم يتبق سوى توقيت الإعلان، ومراعاة الاعتبارات الداخلية في سوريا".
وأضاف: "قطعنا 99% من الطريق، ويبقى فقط عرض الأمر على الشعب السوري".
وأفاد موقع "نتسيف" العبري بأن بلورة صيغة الاتفاق الأمني جاءت بعد اجتماع استمر 5 ساعات بوساطة أمريكية بين وفدين سوري وإسرائيلي في لندن الأسبوع الماضي.
وأشار تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي إلى أنه قد يتم الإعلان عن الاتفاق على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التي سيشارك فيها الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتزامنت هذه التطورات مع تصريحات لنتنياهو، قال فيها إن العمليات العسكرية ضد حزب الله في لبنان العام الماضي "وفرت فرصة غير مسبوقة للسلام مع جيراننا الشماليين".
وأوضح نتنياهو أن إسرائيل تناقش مع الحكومة السورية الجديدة ترتيبات خفض التصعيد جنوب غرب سوريا، وضمان "أمن الدروز"، مضيفًا في خطاب متلفز، أن إسرائيل "لن تتخلى عن المناطق العازلة التي تنتشر فيها قواتها داخل سوريا".
وفي لقاء مع مراسلي وسائل الإعلام الأسبوع الماضي، أعلن الشرع أن الاتفاق الأمني مع إسرائيل "ضرورة"، مؤكدًا أنه يجب أن يحترم وحدة سوريا ومجالها الجوي، وأن يخضع لإشراف الأمم المتحدة.
واستبعد الشرع مع ذلك أي نقاش حول التطبيع أو مستقبل الجولان في هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن الأولوية هي "وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وضمان الاستقرار الداخلي".
وفي هذا الخصوص، أكد إبراهيم العلبي، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن كلمة الرئيس الشرع أمام الجمعية العامة "تاريخية"، لا سيما أنها أول مرة يلقي فيها رئيس سوري كلمة أمام الجمعية منذ عقود.
وأشار إلى أن "هذا يأتي بعد سقوط نظام الأسد وانتهاء ستة عقود من الاستبداد".
وفي تصريحات متلفزة، أوضح العلبي أن مناقشات الاتفاقية الأمنية مع إسرائيل، تهدف إلى تهيئة الظروف المناسبة لبناء سوريا جديدة بعيدة عن الحرب، مؤكدًا أن أي اتفاق مع الحكومة السورية يجب أن يرتكز في المقام الأول إلى مصالح الشعب السوري.
وأضاف أن ما يحدث اليوم هو "اتفاق لمعالجة بعض المخاوف الأمنية"، مشيرًا إلى أن قضية الأراضي المحتلة تبقى جزءًا من "وضع سوريا التاريخي".