logo
العالم العربي

"توازنات متناقضة".. هل تنجو قسد من سيناريو "العمال الكردستاني"؟

"توازنات متناقضة".. هل تنجو قسد من سيناريو "العمال الكردستاني"؟
قائد "قسد" مظلوم عبدي المصدر: رويترز
31 مايو 2025، 8:45 م

سلّط خبيران الضوء على طبيعة العلاقة بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في ظل تصريحات قائد الأخيرة مظلوم عبدي عن اتصالات مباشرة مع أنقرة، التي تتهم "قسد" بالمماطلة في تنفيذ اتفاقها مع دمشق.

ويرى خبير أن المشكلة تكمن في النظرة المزدوجة لتركيا تجاه "قسد"، حيث تتعامل معها كطرف منفصل عن دمشق، بينما تريد منها تنفيذ شروط مماثلة لتلك المطبقة مع حزب العمال الكردستاني.

وفي المقابل، يؤكد آخر أن تصريحات عبدي تشير إلى إمكانية تطور إيجابي في العلاقات، خاصة مع الدور الأمريكي الفاعل في المنطقة.

أخبار ذات علاقة

أعضاء من الإدارة الذاتية الكردية

وفد من الإدارة الكردية في دمشق.. هل اقترب تنفيذ الاتفاق بين الشرع وقسد؟

وفي الوقت نفسه تكشف هذه الأزمة عن تعقيدات الملف السوري، حيث تتداخل المصالح الدولية مع المطالب المحلية، بينما تحاول "قسد" الحفاظ على دورها كممثل لجميع مكونات المجتمع في شرق الفرات.

مدافعة

وقال الأكاديمي والباحث السياسي إبراهيم مسلم، إن المشكلة الكامنة أن تركيا تنظر إلى "قسد" من منظورين، الأول يتعلق بعلاقتهما معا بشكل مباشر، والثاني، النظرة التركية لـ"قسد" من خلال الاتفاق مع دمشق.

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن تركيا تريد من "قسد" تنفيذ كل الشروط على غرار الاتفاق مع حزب العمال الكردستاني، أي التخلي عن كل شيء دون قيد أو شرط، على الرغم من ترحيب عبدي باتفاق حزب العمال وتركيا وحل القضية الكردية سلميًا.

وأوضح مسلم أن عبدي قصد من تصريحاته جميعها أن الاتفاق التركي مع حزب العمال هو شأن داخلي تركي، بالتالي "قسد" لا تمثل فقط الأكراد بل تمثل كل شرائح المجتمع السوري في شرق الفرات، وفيما يتعلق بالقضية الكردية السورية، سيتم حلها من خلال الوفد الذي تم انتخابه بمؤتمر وحدة الصف والموقف الكردي الأخير الذي وصل إلى دمشق اليوم.

وأشار إلى أن موقف تركيا حتى في تصريحات مسؤوليها في غالبيتها موجهة للضغط على "قسد" من أجل تنفيذ بنود الاتفاق، دون الإتيان على ذكر تنفيذ الاتفاق من الطرف المقابل أي دمشق.

وبيّن مسلم أنه كيف يمكن لـ"قسد" الاندماج مباشرةً فيما لم تحل مشاكل تل أبيض ورأس العين وعفرين، وهناك أكثر من 200 ألف نازح كردي يجب إعادتهم إلى منازلهم.

أخبار ذات علاقة

الشرع وعبدي بعد توقيع الاتفاق

قائد "قسد": دمج قواتنا قد يستغرق سنوات ونتواصل بشكل مباشر مع تركيا

 ولفت إلى أن "قسد" حريصة على أن تكون المدافعة عن كل المكونات السورية بما في ذلك (العلويون والدروز وحتى السنة المعتدلون) وأي تصرف تقوم به "قسد" ينطلق من ذلك وليس فقط بما يتعلق بالملف الكردي، وفق تعبيره.

وذكر مسلم أن تركيا تستخدم تصريحاتها في هذا الخصوص كنوع من التهديد، لكن الأيام القادمة تنذر بأن هذا الملف على موعد مع كثير من التطورات.

اختراق إيجابي

بدوره رأى الباحث السياسي والمتخصص في الشؤون التركية، محمود علوش أن تصريحات عبدي تشير إلى إمكانية حصول اختراق إيجابي محتمل في العلاقة بين تركيا و"قسد"،  لكن رغم ذلك لا تزال الأطراف أمام عملية غير واضحة المعالم.

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن الولايات المتحدة تحاول أن تؤدي دوراً مهماً وحيوياً في إحداث وضع جديد في العلاقة بين تركيا و"قسد"، وإجمالاً الظروف المحيطة بهذه العلاقة أصبحت عاملاً مساعداً بقدر أكبر عن السابق، فمن جانب عملية السلام الجديدة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، أوجدت آفاقاً لتحول النهج التركي تجاه "قسد" في سوريا.

وأشار علوش إلى أن الجانب الآخر هو أن إمكانية الاندماج بين "قسد" ودمشق عززت هذا الوضع الجديد، بالإضافة إلى السياسة الأمريكية اليوم، التي تساعد على تعزيز فرص التوصل إلى تسوية لملف "قسد"، تعالج فيه مطالب تركيا وهواجسها في سوريا، وفق تعبيره.

وأوضح أنه رغم ذلك يجب الانتظار لمعرفة آفاق هذا الوضع الجديد، فتركيا تجد أن "قسد" تحاول أن تشتري المزيد من الوقت وتماطل في تطبيق اتفاقية الاندماج، وعلى الأرض هذه الاتفاقية تمضي بوتيرة بطيئة لكنها لا تزال تشكل حاجة بالنسبة للطرفين، والطرف الأمريكي معني إلى حد كبير بإنجاحها.

وأكد علوش أن العامل الحاسم الذي يؤثر على "قسد" اليوم هو الموقف الأمريكي، وبالتالي حدود هذا التحول في موقف "قسد" تجاه تركيا، وحدود تحول الموقف التركي يتوقف على قدرة واشنطن على إحداث هذا التغيير بدرجة أساسية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC