لم تستبعد مصادر دبلوماسية غربية تحركا عسكريا تركيا منفردا لتصفية قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال شرق سوريا، والتي تعتبرها أنقرة "منظمة إرهابية" تُهدد أمنها القومي.
وجاءت تصريحات هذه المصادر تعليقا على حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يُعد الثاني من نوعه خلال أسبوع، وأكد فيه أن "قسد" تماطل في تنفيذ الاتفاق مع الحكومة السورية.
وأوضحت المصادر لـ "إرم نيوز"، أن "تصريحات الرئيس التركي تحمل دلالات سياسية واستراتيجية متعددة، وتُثير تساؤلات حول احتمال كبير لقيام تركيا بتحرك عسكري منفرد ضد قسد في حال استمرارها في مماطلتها بحل نفسها".
ولفتت المصادر إلى أن "مماطلة قسد في حل نفسها تمنحها فرصة لتعزيز نفوذها، وهو ما يتعارض مع المصالح التركية التي تسعى إلى إنهاء وجود هذه المنظمة التي تُشكل تهديدًا لأمن أنقرة ودمشق على حد سواء".
وأشارت إلى أن "تصريحات أردوغان تستهدف الضغط على الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، لتسريع تنفيذ اتفاق مارس/آذار 2025، الذي ينص على دمج قسد ضمن مؤسسات الدولة السورية".
ورغم مرور أكثر من 3 أشهر على اتفاق الرئاسة السورية مع قيادة "قسد" بشأن حل نفسها والاندماج في صفوف الجيش السوري، وتسليم المناطق التي تسيطر عليها في شمال شرق سوريا، إلا أن "قسد" لم تلتزم بعد بتنفيذ الاتفاق.
وتأتي تصريحات أردوغان متزامنة مع أنباء عن بدء تركيا عملية حشد عسكري ضخم باتجاه منطقة شرق الفرات، في خطوة وُصفت بأنها تمهيد لشن هجوم محتمل على قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية.
ويُعد الحشد العسكري التركي الأكبر من نوعه، سواء من حيث الأفراد أو المعدات، إذ يضم أكثر من 135 دبابة، بالإضافة إلى مدافع، ومدرعات، وآليات عسكرية أخرى.
وجاء هذا الحشد عقب تقارير عن اتفاق تركي-سوري تم التوصل إليه خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع الأخيرة إلى إسطنبول، يقضي بحسم ملف "قسد"، التي لا تزال ترفض الاندماج ضمن الجيش السوري.
ويحظى هذا الاتفاق التركي-السوري بدعم أمريكي، وأفادت المصادر أن واشنطن منحت الضوء الأخضر للمضي قدمًا في العملية، في حال لم تبادر "قسد" بحل نفسها والاندماج ضمن الجيش السوري.
وكانت قوات "قسد" قد بدأت خلال الأيام الماضية بتعزيز دفاعاتها، من خلال بناء تحصينات وزرع الألغام في بعض مناطق سيطرتها في شمال شرق سوريا، استعدادًا لأي هجوم محتمل من قبل تركيا أو الجيش السوري.