خرج إلى العلن ما كان يُطبخ خلف الكواليس منذ مدة "اتفاق سوري - تركي" على حسم وجود قوات سوريا الديمقراطية قسد خلال الأيام المقبلة.
زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى إسطنبول لم تكن عابرة بل وضعت حجر الأساس لتفاهمات قد تُشعل الشرق السوري أو تُنهي تعقيدات الملف "يقول مراقبون".
المثير في الأمر أن واشنطن ، ولأول مرة، أعطت الضوء الأخضر لهذا التفاهم في خطوة اعتبرها مراقبون "تحولاً دراماتيكياً" في الموقف الأمريكي من "قسد".. وتشير المعلومات إلى أن تفكيك هذه القوات أو اندماجها الكامل في صفوف الجيش السوري باتا مسألة وقت.
تصريحات أردوغان الأخيرة جاءت حاسمة: "لن نقبل بوجود كيان كردي مسلح على حدودنا".. موجهاً رسالة مباشرة إلى دمشق لتنفيذ الاتفاق في ظل متابعة تركية لصيقة لأي تحرك على الأرض.
وفي خطوة تحمل دلالات قوية على التغيير المقبل زار وفد حكومي سوري يرافقه ممثلون عن التحالف الدولي مراكز اعتقال عناصر "داعش" التي تديرها "قسد" في دير الزور بهدف تسليم الإشراف الكامل عليها إلى دمشق.. خطوة يراها مراقبون توحي بتنسيق ثلاثي خفي بين سوريا وأمريكا والتحالف.
في المقابل تسعى "قسد" إلى كسب أوراق تفاوض إضافية عبر بوابة موسكو.. فقد بدأت القوات الروسية بنقل معدات وعناصر من قاعدة "حميميم" إلى مطار القامشلي، حيث نشرت شبكة دفاع جوي متطورة في إطار اتفاق غير معلن مع "قسد" يهدف لتعزيز النفوذ الروسي في شرق الفرات.
ومع اقتراب نهاية المهلة، (27 مايو)، بدأت "قسد" ببناء تحصينات، وزراعة الألغام في مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا في خطوة تعكس حجم القلق من عملية عسكرية سورية تركية وشيكة قد تُغيّر قواعد اللعبة بالكامل.
وبينما تسابق "قسد" الزمن بدأت وزارة الدفاع السورية بالتنسيق مع أنقرة بوضع خططها للتعامل مع الفصائل المسلحة الرافضة للاندماج فيما يبدو أنه المرحلة الثانية من الاتفاق السوري التركي لإعادة بسط سيطرة الدولة على كامل الجغرافيا السورية.. فهل تفتح هذه التفاهمات الباب أمام تسوية شاملة تعيد رسم خريطة سوريا من جديد؟
