logo
العالم العربي

الحوار أو "الوحدة بالقوة".. خيارات صعبة أمام دمشق لحسم أزمة السويداء

الحوار أو "الوحدة بالقوة".. خيارات صعبة أمام دمشق لحسم أزمة السويداء
قوات الأمن السورية تقف على دبابة في مدينة السويداءالمصدر: فرانس برس
15 يوليو 2025، 1:31 م

جاءت الجولة الجديدة من العنف في سوريا لتعقّد الوضع الخاص لمدينة السويداء الدرزية، وهي الأزمة المزمنة التي وقفت أمام الإدارة السورية الجديدة، بعد أيام فقط من سقوط النظام السابق، ولتفرض على الإدارة الجديدة خيارين: إما الحوار، أو فرض "الوحدة" بالقوة.

ورفضت جُل المكونات العسكرية في السويداء تسليم سلاحها أو الانضمام إلى القوات الأمنية التي شكلتها الإدارة الجديدة، وفضّلت الاحتفاظ بقدراتها للدفاع عن المدينة، كما أكد ذلك شكيب عزام، قائد لواء الجبل، في تصريحات سابقة لصحيفة "نيويورك تايمز".

وتعهّد عزام في مايو/ أيار الماضي، بـ"قتال" الحكومة الجديدة إن "لم تسر على الطريق الصحيح"، وبالفعل كان القتال بعد أيام في الضواحي الجنوبية للعاصمة دمشق، مثل صحنايا وجرمانا ذات الأغلبية الدرزية، والتي شهدت تدخلاً إسرائيلياً جدياً، إلى حدّ قصف محيط القصر الرئاسي.

وساهم التدخل الإسرائيلي بحجة "حماية الدروز" في تعقيد إضافي في الأزمة التي يرى خبراء أن "الحل الأمني" سيزيد من خطورتها، خصوصاً أنه سبق أن تمّت تجربته سابقاً لـ13 عاماً، من قبل النظام السابق. 

حل أمني "مُجرّب" 

ويتوقع السياسي السوري، ورئيس "حركة بناء الدولة"، أنس جودة، أن تمضي الإدارة الجديدة في دمشق نحو "الحل الأمني" لأزمتها مع المكوّن الدرزي في السويداء والضواحي الجنوبية للعاصمة، لكنه يحذّر من أن الأمن "لم يكن في يوم حلاً جذرياً".

أخبار ذات علاقة

دخان إثر غارات إسرائيلية على السويداء الاثنين

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف آليات عسكرية في السويداء السورية

 ويقول أنس جودة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "الحل الأمني سيؤدي إلى دورات أخرى من العنف، ولن يحقق أي استقرار على المدى الطويل"، مضيفاً أن "معادلة الأمن فاشلة وسبق أن فشلت مع بشار الأسد، وكل من يعتقد أنه يستطيع فرض الحلول بالقوة، فهو مخطئ".

ويذهب إلى أن "أزمة السويداء تتقاطع مع أزمة الساحل"، موضحاً أن الأزمات التي تواجه الإدارة الجديدة "بدأت من استبعادها للحوار الوطني الحقيقي، وتجاهلها لبناء أسس توافق وطني" مقابل "تفضيلها اللون الواحد والغلبة"، وفق وصفه، معتبراً أن هذا لن يصنع استقراراً.

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي، علي حمادة، أن المضي في الحل الأمني "ليس سهلاً ويصعب التنبؤ بمآلاته"، مضيفاً، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الأمور المتسارعة في السويداء ذاهبة "نحو مزيد من الغموض والتعقيد".

 ويؤكد علي حمادة أن التدخل الإسرائيلي "غيّر المشهد" تماماً، مضيفاً أن تل أبيب تبدو مصرة على أن تبقى السويداء "خارج السيطرة المباشرة للإدارة السورية الجديد"، رغم التقارب الأخير بينهما.

حسم أو خطر

من جهته يشدد المحلل السياسي، الدكتور خالد شنيكات، على أن لا خيار أمام الإدارة السورية الجديدة "سوى الحسم والذهاب نحو بسط الأمن على كافة أراضي الجمهورية"، معتبراً أنه بخلاف ذلك "سيكون التقسيم ودخول نفق التجزئة، وما يتبعه من صراعات واقتتال داخلي". 

ويقول الدكتور خالد شنيكات، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن الرئيس السوري أحمد الشرع "يعمل على مشروع واضح، وهو توحيد الدولة السورية وسلاحها"، لافتاً إلى أنه حمل هذا الملف إلى الدول الغربية في سبيل الحصول على دعم دولي لـ"استقرار وتقدم سوريا".

من جانبه يعتقد الكاتب والمحلل السياسي، نضال السبع، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هناك تفويضاً أمريكياً وغربياً للشرع لاستعادة كل المناطق الخارجة عن سيطرة الإدارة السورية الجديدة، بما في ذلك السويداء وشرق الفرات، خصوصاً أن هناك "تحولاً دولياً" ضد دعوات الانفصال للأقليات السورية، وفق قوله.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC