قالت مصادر أهلية وإعلامية في السويداء، إن حرب شوارع تشهدها المدينة، بين قوات وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين من جهة وقوات تابعة للفصائل الدرزية المدافعة عن المدينة، أدت إلى موجة نزوح كبيرة، بعد أن اخترقت القوات الحكومية أطراف المدينة من جهة الغرب، وسط معارك وإطلاق نار كثيف بين الطرفين.
وأقرت مصادر تابعة لوزارة الدفاع السورية، بصعوبة الهجوم، وقالت إن القوات تواجه صعوبات في توغلاتها داخل الأحياء في المدينة، بسبب تمركز عناصر القوات الدرزية في مناطق غير مكشوفة؛ ما تسبب بخسائر كبيرة لقوات الاقتحام.
من جهتها، ذكرت مصادر ميدانية في المدينة، أن المدافعين فجّروا عبوات ناسفة معدة مسبقا ونفذوا كمائن ضد أرتال تابعة للقوات الحكومية؛ ما دفع هذه الأخيرة إلى الانسحاب نحو الأحياء الغربية .
وترافق دخول طلائع القوات الحكومية، بغارات جوية على بعض الأرتال المهاجمة والتابعة لوزارة الدفاع السورية.
وأظهرت مقاطع مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، دخول قوات حكومية سورية إلى مدينة السويداء، وسط حركة نزوح كثيفة للمدنيين من مركز المدينة باتجاه الريف جراء الاشتباكات العنيفة.
يأتي ذلك في ظل نداءات للنفير العام في مدينة السويداء، عبر مكبرات الصوت "للدفاع عن الأرض والعرض"، والطلب من المقاتلين الثبات بمواقعهم الميدانية لصد ما وصفتها بـ"الاعتداءات على الأهالي والأطفال والمنازل".
وحث رجال دين دروز ووجهاء في مدينة السويداء "رجال الجبل المرابطين"، على الثبات بمواقعهم وصد محاولات تقدم القوات الحكومية، مشيرين إلى أن دخول عدد من هذه القوات إلى بعض المناطق الغربية لايعني سقوط المحافظة، ومؤكدين أن "مدينة السويداء لاتزال بأيادي أصحابها وأهلها وعصيّة عليهم بسواعد رجالها".
واتهمت مصادر في السويداء قوات وزارة الدفاع بارتكاب "انتهاكات" بحق الأهالي، وذلك على عكس تأكيدات وزير الدفاع مرهف أبو قصرة بعدم التعرض للمدنيين، وبأن الهدف من الهجوم على المدينة غايته الدفاع عن المدنيين، وفق قولها.