logo
العالم العربي

"جبهات ساخنة".. استراتيجية إسرائيل الجديدة في سوريا ولبنان وغزة

الجيش الإسرائيليالمصدر: رويترز

تشهد الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية تجاه الجبهات المحيطة بها في كل من سوريا ولبنان وقطاع غزة، تقاربا بشأن تطبيق خطط عسكرية تسمح فيها إسرائيل لقواتها بإنشاء مناطق عازلة تتحول إلى حدود جديدة لها ومناطق فصل مع "الجهات الساخنة".

وتعمل إسرائيل على ترسيخ "الخط الأصفر" في قطاع غزة لشطر القطاع من شماله لجنوبه، باعتبار هذا الخط حدوداً جديداً لها، كما تعمل باستراتيجية مماثلة تجاه حزب الله في لبنان الذي دفعته باتجاه شمال نهر الليطاني.

وكثفت إسرائيل عملياتها في مناطق جنوبي سوريا، وعمقت سيطرتها على المناطق التي تربطها مع سوريا، وسط عمليات اقتحام واجتياح متكررة للبلدات المتاخمة للحدود.

أخبار ذات علاقة

غارة إسرائيلية على غزة

قصف ونسف.. غارات إسرائيلية تستهدف غزة ومناطق داخل "الخط الأصفر"

واقع جديد

وقالت المحللة السياسية رهام عودة، إن "التصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول الاستعداد لإقامة طويلة الأمد في غزة ولبنان وسوريا تحمل دلالات أمنية واضحة، بالسعي لتكريس واقع أمني جديد".

وأضافت لـ"إرم نيوز": "تسعى إسرائيل إلى استثمار حالة الحرب الإقليمية التي شنتها، لتكريس واقع أمني جديد في الشرق الأوسط، عبر إقامة مناطق أمنية عازلة على حدودها مع تلك الدول، تحت ذريعة حماية الأمن القومي".

وأشارت إلى أن إسرائيل تستخدم محاولة حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة لإعادة بناء قدراتهما، وأزمة الحكومة السورية الجديدة مع الطائفة الدرزية لفرض واقع ميداني وأمني جديد.

وأوضحت عودة أن "هذا التوجه يحمل أيضا بعداً سياسياً، حيث تسبق التصريحات الإسرائيلية أي اتفاق بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وتشكيل ما يسمى بمجلس السلام وإرسال قوات دولية إلى القطاع".

وترى أن هذه التصريحات تعكس تشكيك إسرائيل بقدرة تلك القوات على تجريد حركة حماس من السلاح؛ ما يجعل إسرائيل تسعى لتبرير بقائها الطويل في غزة بهذه الذريعة.

وتابعت: "كما تشكك إسرائيل كذلك بقدرة الحكومة اللبنانية على نزع سلاح حزب الله؛ ما يدفعها للتخطيط لمنطقة عازلة في الجنوب اللبناني، أما في سوريا، فتستخدم إسرائيل حماية الطائفة الدرزية مبررا للبقاء قرب الحدود".

وقالت إن "هناك تحولا استراتيجياً واضحاً في السياسة العسكرية الإسرائيلية، من نمط العمليات السريعة إلى نمط السيطرة الميدانية الطويلة".

وأوضحت أن "هذا التوسع الميداني ستكون له انعكاسات مباشرة على أمن لبنان وسوريا وقطاع غزة، والتي قد تتحول إلى ساحات مفتوحة لعمليات عسكرية إسرائيلية متكررة كلما أرادت تنفيذ ذلك.

أخبار ذات علاقة

ماذا في المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟

لا انسحاب قبل نزع السلاح.. عقبات تعقّد إتمام المرحلة الثانية من اتفاق غزة

الحرب الوقائية

من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن الإسرائيلي حسين الديك، إن "هناك تحولاً في العقيدة العسكرية الإسرائيلية، باتجاه ما يُعرف بالحرب الوقائية والقتال داخل أرض العدو، بهدف تجنب تكرار ما حدث في 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023".

وأوضح الديك لـ"إرم نيوز" أن "هذه العقيدة ترتكز على تنفيذ عمليات عسكرية استباقية قبل وقوع أي هجوم، وهو ما تطبقه إسرائيل فعليا في الضفة الغربية، من خلال اقتحام المخيمات والمدن الفلسطينية، ويجري تطبيقه أيضا في قطاع غزة".

وأشار إلى أن إسرائيل لا تنوي الخروج من غزة حتى في ظل أي اتفاق؛ إذ إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسها تمنح تل أبيب دورا أمنيا داخل القطاع، وهي حالياً تسيطر على نحو 54% من مساحته.

وأضاف: "إسرائيل تشهد تحولاً أيديولوجيا واضحا؛ إذ باتت تتحرك وفق رؤية دينية توسعية تستند إلى نبوءات توراتية، وهو ما تجلّى بوضوح منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، من خلال خطابات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي استخدمت المصطلحات الدينية بشكل مكثف لتبرير الحرب".

وأوضح أن "هذا التوجه يعكس طموحاً لإقامة إسرائيل الكبرى، من خلال التمدد والسيطرة على جبهات دول الطوق، مثل لبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة.

واعتبر أن "هذا المسار يهدف إلى إقامة طويلة الأمد في هذه المناطق"، مشيراً إلى أن نجاحه قد يكون نسبياً، سواء على المدى القريب أو البعيد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC