logo
العالم العربي

لا انسحاب قبل نزع السلاح.. عقبات تعقّد إتمام المرحلة الثانية من اتفاق غزة

ماذا في المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟المصدر: إرم نيوز

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مرحلة جديدة مع اقتراب انتهاء ملف الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس، وتكثيف الضغط من قبل الوسطاء والدول العربية للانتقال نحو المرحلة الثانية وإتمام استحقاقاتها.

وتشمل المرحلة الثانية استحقاقات معقدة ومترابطة، وتعكس مواقف إسرائيل وحماس بشأنها اختلافا كبيرا نتيجة تفسيرات متباينة، ما يشير إلى صعوبة في الوصول لاتفاق مشترك.

كما استبقت إسرائيل الوصول لهذه المرحلة بإعلانها تطبيق خطوات أحادية خارج بنود الاتفاق، خاصة ما يتعلق بما أعلنه رئيس الأركان إيال زامير حول تحويل "الخط الأصفر" لحدود جديدة بين إسرائيل وغزة، وسيطرة الجيش الإسرائيلي لفترة طويلة على مناطق داخل القطاع.

عقدة الانسحاب

وترى الكاتبة والمحللة السياسية رهام عودة، أن إسرائيل تبحث عن تنفيذ خطة "انسحاب تكتيكي" للإيحاء بتطبيق الاتفاق والدخول للمرحلة الثانية منه، مشيرة إلى أنها ستنتظر حسم مسألة القوات الدولية ومهامها.

وقالت عودة، لـ"إرم نيوز": "قد تنفذ إسرائيل غالبا خطة إعادة انتشار لجيشها عبر انسحاب تكتيكي وليس انسحابا كاملا فعليا من قطاع غزة حتى توحي للجميع بأنها تلتزم بتطبيق المرحلة الثانية".

وأضافت: إسرائيل تريد أن تعطي لنفسها الفرصة لكي تختبر مدى قدرة القوات الدولية على تجريد حركه حماس من سلاحها، وفي حال فشلت في هذه المهمة تستعد إسرائيل لسيناريو القيام بهذه المهمة بنفسها".

ولفتت إلى أن إسرائيل ستنفذ ذلك عبر توسيع تدريجي للمنطقه الصفراء، وشن عمليات عسكرية جديدة تستهدف حركه حماس بشكل مباشر، مضيفة أن "مدى تطبيق إسرائيل استراتيجيتها للانسحاب أو إعاده الانتشار من قطاع غزة تعتمد بشكل أساسي على مدى نجاح الرئيس دونالد ترامب في ترتيب عمل القوات الدولية". 

أخبار ذات علاقة

الجيش الإسرائيلي خلال تحديد الخط الأصفر في غزة

"جدار برلين".. خلافات وشروط متبادلة تعرقل المرحلة الثانية من اتفاق غزة

الخط الأصفر

من جانبه يرى المحلل السياسي رائد موسى، أن إسرائيل ستواصل عملها لتوسيع "الخط الأصفر" لتحقيق جملة من الأهداف العسكرية والميدانية، أبرزها الضغط على حماس لإجبارها على نزع سلاحها.

وقال موسى، لـ"إرم نيوز": "الجيش الإسرئيلي سيستمر بتغيير مسار الخط الأصفر بالمزيد في التوسع لممارسة المزيد من الضغط على حركة حماس لدفعها نحو نزع سلاحها في نهاية المطاف".

 وأضاف: "يمكن القول إن نتنياهو غير مستعجل ويرى أن التعطيل والمماطلة يخدم أهدافه بتعطيل المشاريع الإغاثية لغزة، لدفع السكان إلى اليأس التام والرغبة في الهجرة".

وتابع: "لا أعتقد أن إسرائيل ستنفذ أية انسحابات قبل حسم مسألة نزع سلاح حماس، وضمان عدم وجود أي تهديد محتمل على حدوده"، لافتا إلى أن تحريك "الخط الأصفر" سيكون أداة إسرائيل لتحقيق ذلك.

جدوى ضغط واشنطن

وحول قدرة الولايات المتحدة التي تعتبر العنصر الأكثر تأثيرا على موقف إسرائيل، ومدى إلزامها بالاتفاق، يرى المحلل السياسي أحمد عوض أن نتنياهو يحاول إفقاد الزخم الأمريكي في هذا الجانب أهميته.

وقال عوض، لـ"إرم نيوز"، إن "الولايات المتحدة قادرة على فرض المرحلة الثانية من خطة ترامب، إلا أن المشكلة لا تتعلق فقط بقدرتها، بل بتمكن إسرائيل من سحب الإدارة الأمريكية نحو قضايا جانبية وهامشية تفرغ الزخم الأمريكي، وتُضعف تأثيره على القرار الإسرائيلي".

وأضاف: "تل أبيب تخلق ظروفا تُفقد واشنطن القدرة على الضغط الفعّال لدفع الخطة إلى الأمام".

وأضاف عوض أن "إسرائيل غير معنية إطلاقا بتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة، لأنها تتضمن انسحابات إسرائيلية، وبدء عملية إعمار غزة، إضافة إلى إدخال قوات دولية للقطاع، وإمكانية تمكين حكومة فلسطينية من إدارة غزة، وهو ما قد يُمهّد لمسار سياسي يقود إلى إقامة دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل".

وتابع: "إسرائيل تعمل على توسيع المرحلة الأولى، من خلال احتلال المنطقة الشرقية من القطاع، وإقامة مدن مؤقتة للنازحين، مع إبقاء المناطق التي تتواجد فيها حماس فقيرة ومزدحمة وغير مستقرة، وحرمانها من المساعدات، وهو سيناريو لا تمانعه واشنطن حتى اللحظة".

أفق الخطة

ويرى الكاتب والمحلل السياسي إياد جودة، أن أفق تطبيق خطة ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ما زالت قائمة مع تعديلات مرتبطة بمدى قدرة كل الأطراف على فرضها وفق معطياته الميدانية.

وقال جودة، لـ"إرم نيوز": "واشنطن لن تسمح بفشل خطة الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، لكنها ستتساهل مع تعديلات تطالب بها إسرائيل لتطبيق الخطة، مع إطالة أمد الانتقال بين بنود الاتفاق لأطول مرحلة ممكنة".

وأضاف: "حتى الآن تبدو واشنطن أكثر تساهلا مع أي تعديلات تطرحها إسرائيل على بنود الخطة، والانتقائية في تنفيذها، وأكثر تشددا في الضغط على حماس التي باتت الخيارات أمامها محدودة بعد أن فقدت أوراق قواتها".

وتابع أن "الحل يكمن في موقف فلسطيني موحد لا تستطيع من خلاله إسرائيل النفاذ بين ثغرات موقف السلطة الفلسطينية وحركة حماس، وضمان تطبيق كامل للخطة وفق قرار مجلس الأمن".

وأشار إلى أن التغير أو المرونة في الموقف الإسرائيلي من مسألة تواجد السلطة الفلسطينية في المشهد السياسي ضمن المرحلة التالية للحرب، هو نتيجة لإدراك واشنطن لتعقيدات تطبيق المرحلة التالية من الاتفاق، وهو تطور إيجابي يجب تعزيزه فلسطينيا، وفق قوله.

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

نتنياهو: سألتقي مع ترامب هذا الشهر والمرحلة الثانية اقتربت

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC