طرح نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، هنري إنشر، يوم الأحد، بعض السيناريوهات التي قد تضطر إسرائيل إلى النظر فيها ضمن إطار "التنازلات المؤلمة" التي قد تكون شرطًا للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وقال إنشر إن هذه التنازلات قد تشمل السماح بنوع من الحكم الذاتي الفلسطيني في بعض المناطق، والإفراج عن أعداد كبيرة من السجناء الفلسطينيين، وتقليص الأنشطة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى السماح لبعض الفلسطينيين بالعودة إلى مناطق شمال غزة، وربما إمكانية السماح لبعض قادة حماس بمغادرة غزة كجزء من اتفاق شامل.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد قال إنه يجب تقديم "تنازلات مؤلمة" لضمان استعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية وحدها لن تحقق أهداف الحرب.
وأكد غالانت خلال مشاركته في إحياء الذكرى السنوية الأولى، وفق التقويم العبري، للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، أنه "لا يمكن تحقيق جميع الأهداف من خلال العمليات العسكرية وحدها"، مضيفًا أنه "للقيام بواجبنا الأخلاقي بإعادة رهائننا إلى منازلهم، سيتعين علينا تقديم تنازلات مؤلمة" وفق تعبيره.
واستبعد إنشر، في مقابلة مع قناة "الحرة"، إمكانية نجاح أي جولة حالية من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وقال إن المقترحات الجديدة التي تهدف إلى وقف قصير الأمد لإطلاق النار مقابل الإفراج عن عدد محدود من السجناء الفلسطينيين تفتح المجال لبعض الاحتمالات، لكنها تصطدم بجمود في المواقف السياسية سواء في الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مسؤول مطلع قوله إن مدير المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ورئيس الوزراء القطري اجتمعوا، يوم الأحد، في الدوحة لبدء مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
لكن إنشر أعرب عن تشاؤمه إزاء إمكانية نجاح هذه الجهود، وقال إن إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا تمتلك حافزًا سياسيًا كافيًا للمضي قدمًا نحو وقف إطلاق النار، إذ تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا معاكسة من داخل تحالفه الذي يدعو لتكثيف الإجراءات العسكرية في غزة، فضلًا عن التعامل مع التهديدات من جانب إيران.
وأضاف إنشر أنه لا يرى أي ميل من جانب حماس للإفراج عن الرهائن، رغم أن ذلك قد ينهي الأزمة الإنسانية والسياسية الراهنة، معتبرًا أن استمرار احتجاز الرهائن يمثل "جريمة حرب".
وحول مدى تأثير مقتل قائد حماس، يحيى السنوار، على المفاوضات، أوضح إنشر أن هذا التطور قد يزيد من صعوبة اتخاذ القرار داخل حركة حماس، إذ أن تغييرات القيادة المفاجئة تتسبب عادة في إرباك عمليات صنع القرار.
ورجح أن تكون هذه العقبات أكبر مع احتمال وجود تعليمات أصدرها السنوار قبل مقتله، معربًا عن قلقه بشأن مصير الرهائن، وسط اعتقاده بأن بعضهم قد يكون قد قتل.