قال مصدر عراقي رفيع المستوى، إن بلاده كانت تمتلك معلومات استخبارية مسبقة حول استعدادات المعارضة السورية لشن عملية عسكرية في سوريا، مؤكدًا أنه تم دفع قوات الجيش العراقي نحو الصحراء في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف المصدر، لـ"إرم نيوز"، أن "العراق كان يملك معلومات استخبارية حول استعدادات فصائل المعارضة السورية المسلحة لشن عملية كبرى تستهدف الجيش السوري في حلب وإدلب وغيرها من المدن السورية".
وأكد المصدر، مشترطًا عدم كشف هويته نظرًا لحساسية المعلومات، أن "المعلومات كانت تشير إلى تلقي فصائل المعارضة دعمًا لوجستيًّا عبر إمدادها بالأسلحة الحديثة من خارج سوريا، فضلًا عن تدريبات خاصة كانت تجريها تلك الفصائل، في إشارة لاستعدادها لمعركة كبرى".
وأوضح أنه "مع تلقي القيادة العسكرية تلك المعلومات، شهدت مناطق غرب وشمال غرب نينوى الصحراوية وصولًا إلى الحدود السورية، زيارة مفاجئة لرئيس أركان الجيش العراقي، الفريق عبد الأمير يار الله، برفقة عدد من كبار قيادات الجيش والاستخبارات العسكرية".
وقال إن "رئيس الأركان أمر خلال الزيارة التي تمت يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بتحرك قطعات عسكرية تابعة إلى الفرق 15 و16 و21، نحو عمق الصحراء، ودعم تلك القطعات بمصادر من ضباط ومراتب من الاستخبارات العسكرية".
وأشار المصدر إلى أن "تبريرات القيادات الأمنية الكبرى لهذا التحرك، تمثلت بوجود معلومات حول تسلل مجاميع من تنظيم داعش من الحدود بهدف الوصول إلى مدينة الموصل (405 كيلومترًا شمالي بغداد)، بينما الهدف غير المعلن هو التحضير لمواجهة أي خطر محتمل من تحرك فصائل المعارضة السورية باتجاه الحدود العراقية".
ومع بدء المعارك في الشمال السوري، لا سيما في حلب وإدلب، عزز العراق قدراته العسكرية على الحدود ابتداءً من المثلث (العراقي-السوري-التركي) وصولًا إلى المثلث (العراقي-السوري-الأردني)، بمساحة تقدر بنحو 600 كيلومترًا.
وكانت الحكومة العراقية قد صرحت مرارًا بعدم تدخلها بشكل مباشر في الصراع السوري، ومنعت تدفق الميليشيات والفصائل المسلحة نحو سوريا، عادَّة ذلك شأنًا داخليًّا سوريًّا.