تتصاعد الانتقادات في إسرائيل ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على خلفية ما يعتبره خصومه ومؤيدوه على حد سواء "مماطلة" في فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، رغم وجود دعم واسع داخل الائتلاف الحكومي والمعارضة لهذه الخطوة، بل وحتى من أصوات دولية مؤيدة لإسرائيل.
ويرى مراقبون أن الأجواء السياسية الحالية تشبه "انقلابًا نوعيًا" على نتنياهو بسبب تأجيله ما يصفونه بفرصة ملحّة لفرض السيادة، كرد مباشر على الاعترافات الغربية المرتقبة بدولة فلسطينية مع نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.
خلال زيارته مستوطني الضفة، الأسبوع الماضي، دعا نتنياهو قادة المستوطنات إلى "التريث وعدم الإكثار من الحديث عن الموضوع"، متعهدًا بتنفيذه في الوقت المناسب، ومذكرًا بأنه اتخذ سابقًا قرارات صعبة في ظروف مشابهة، وفي المقابل، غادر إحدى جلسات محاكمته مبكرًا يوم مناقشة قانون السيادة، وصوّت لصالحه في الكنيست.
هذا الموقف أثار إحباطًا واسعًا بين قادة المستوطنات الذين دعوا وزراء وشخصيات أمريكية داعمة لهم، من بينهم رئيس الكونغرس الأمريكي، لممارسة الضغط على نتنياهو.
ويقدّر محللون إسرائيليون أن الضغوط الدولية، خصوصًا من واشنطن، هي العامل الأساسي في تعطيل فرض السيادة حاليًا، بينما يخشى نتنياهو أن يعرقل ذلك خططه في ملفات أكثر إلحاحًا، مثل استكمال العمليات العسكرية في غزة، أو التحركات المتوقعة ضد لبنان وسوريا وإيران والحوثيين.
لكن وزراء من الائتلاف وقيادات من المعارضة يطالبون بالإسراع في تنفيذ قانون الكنيست الذي أُقرّ بأغلبية كبيرة، معتبرين أن التأجيل يمنح المجتمع الدولي فرصة لدعم مشروع الدولة الفلسطينية.
بالتوازي، تتعاظم الحملة الدولية الرافضة لمشروع الاستيطان الكبير المعروف بـ"E1"، الذي يقوده وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ويهدف إلى قطع الامتداد الجغرافي بين الضفة الغربية والقدس، وهو ما تعتبره قوى دولية عقبة أمام "حل الدولتين".
وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان شنّ هجومًا لاذعًا على نتنياهو، قائلًا: "يزورون الضفة، يلتقطون الصور مع يوسي داغان، ويعلنون السيادة الآن، لكنهم لا يفعلون شيئًا؛ طالما نتنياهو في الحكم لن تكون هناك سيادة".
من جانبها، حمّلت الوزيرة المتشددة أوريت ستروك الضغوط الدولية، خصوصًا الأمريكية، مسؤولية تعطيل الخطوة، لكنها رأت في هذه الأجواء "فرصة نادرة" لفرض السيادة، في توافق مع وزراء حزب "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت" وحتى أصوات من الليكود والمعارضة.
ليبرمان حذر ستروك من تضييع هذه الفرصة: "إذا انهارت الحكومة قبل إقرار السيادة فسيكون ذلك فشلًا تاريخيًا، وكل ما هو مطلوب هو موافقة نتنياهو".
أما ألموج كوهين، عضو الكنيست السابق، فقد اعتبر تأخير السيادة "خطأ استراتيجيًا"، مؤكدًا أنه يدعم هذه الخطوة في كل الأحوال.