الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية، تنشط مجموعة غير معلنة: تسعة رجال يديرون مفاتيح القرار من خلف الكواليس.
لا مناصب رسمية توحي بخطورتهم، ولا مؤتمرات صحفية تضعهم في دائرة الضوء، لكنهم ينسجون كل ما يدور في المشهد من تحركات سياسية وعسكرية، وفق جدول أعمال لا يُكتب، لكنه يُنفذ بدقة.
وفق ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تعود جذور هذه الدائرة المغلقة إلى عام 1999، حين شارك بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الحالي، في تأسيس بؤرة استيطانية تُدعى "حارشا"، وهناك التقى بـ"العقل المدبر" يهودا إلياهو.
بدأت نواة هذه الشبكة بالتكوّن، لتتطور لاحقاً إلى مجموعة مؤثرة تتحرك من الخفاء، وتُشارك في رسم السياسات العليا.
أعضاء هذه الحلقة ليسوا مجرد موظفين أو مستشارين، بل صُنّاع قرار فعليون، يتوزعون على مواقع استراتيجية تمتد من وزارة المالية إلى لجان الاستيطان، ومن المفاوضات الائتلافية إلى الأجهزة التنفيذية المرتبطة بالصهيونية الدينية.
يجتمعون دورياً، ويتعاملون مع السياسة كأداة لتكريس رؤية أيديولوجية عميقة، تتجاوز حدود غزة والضفة، وتمتد إلى داخل التركيبة الاجتماعية للدولة العبرية.
قرارات بحجم إسقاط الحكومة، أو تعطيل صفقة تبادل أسرى، لا تُتخذ في مكاتب الحكومة، بل تُناقش أولاً على طاولة هؤلاء التسعة. حتى ملف المساعدات لغزة يخضع لمراجعتهم، في محاولة لقطع أي مسار لا يخدم رؤيتهم للانتصار.
تختم "يديعوت أحرونوت" بالإشارة إلى شخصية واحدة تتجاوز نفوذ المجموعة، هي الحاخام يروحام، والد سموتريتش، الذي بقي صوته مرجعاً حاسماً في قرارات الحرب، وآخرها نصيحته لابنه بعدم الاستقالة عقب هجوم 7 أكتوبر.
هكذا تُدار السلطة الحقيقية.. بعيدًا عن البرلمان، داخل دوائر الثقة المغلقة.
