logo
العالم العربي

جيفرز في بيروت.. زيارة رمزية أم لنزع سلاح "حزب الله"؟

جيفرز في بيروت.. زيارة رمزية أم لنزع سلاح "حزب الله"؟
عناصر من حزب اللهالمصدر: رويترز
01 مايو 2025، 6:31 ص

تتباين آراء المحللين حول زيارة رئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، الجنرال جاسبر جيفرز، إلى لبنان، بين من يراها امتدادًا لدور أمريكي غير محايد في النزاع اللبناني ـ الإسرائيلي، ومن يعتبرها خطوة ضمن مسار ضغوط دولية تهدف إلى إعادة رسم قواعد الاشتباك في الجنوب اللبناني ومحيطه.

وتأتي الزيارة في سياق متوتر يتسم بتصاعد الخروقات الإسرائيلية، وتزايد الحديث عن تسويات إقليمية كبرى تشمل سلاح ميليشيا حزب الله، وموقع لبنان في المعادلة الأمنية الجديدة التي تجري هندستها بين واشنطن وتل أبيب تحت غطاء دبلوماسي متعدد الأطراف.

في هذا السياق، قال المحلل السياسي سامي سماحة، لـ "إرم نيوز"، إن مهمة لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار لم تكن تهدف إلى وقف العدوان على لبنان بقدر ما كانت أداة لرعايته تحت غطاء أممي.

وأشار سماحة إلى أن عدد الهجمات الإسرائيلية التي نُفذت حتى اليوم تجاوز 3 آلاف، لم تقتصر على الجنوب، بل امتدت إلى الضاحية الجنوبية ومنطقة البقاع، دون أن تتحرك اللجنة ولو لمرة واحدة للقيام بدورها المفترض.

وأوضح أن زيارة جيفرز، إلى لبنان، ولقاءه الرئيس جوزيف عون ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، برفقة السفيرة الأمريكية، لا تحمل هدفًا عمليًّا لوقف إطلاق النار، بل تنطوي على رسالة أمريكية موجهة إلى الدولة اللبنانية، مشددًا على أن التحرك الجدي كان يجب أن يبدأ من تل أبيب، حيث تُنتهك السيادة اللبنانية بشكل ممنهج.

ورأى أن هذه الزيارة لا تتجاوز كونها استعراضًا دبلوماسيًّا فارغًا، في ظل استمرار إسرائيل بعدوانها لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية، معتبرًا أن لجنة المراقبة تنفذ الإملاءات الأمريكية وتخضع لِما تريده إسرائيل؛ ما يجعل الزيارة بلا جدوى ولا قيمة فعلية.

ولفت إلى أن القصف الإسرائيلي الذي طال عمق الضاحية الجنوبية مؤخرًا، لم يُردع رغم الاتصالات الواسعة التي شملت اللجنة الخماسية والولايات المتحدة، موضحًا أن اللجنة كان يجب أن تتحرك من تلقاء نفسها وتضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار، لا أن تنتظر شكوى لبنانية رسمية.

أخبار ذات علاقة

العلم الإسرائيلي والعلم اللبناني

أكثر من الهدنة وأقل من التطبيع.. خطة أمريكية جديدة للاتفاق بين لبنان وإسرائيل

وبيّن أن الطائرات الإسرائيلية كانت تجوب الأجواء اللبنانية قبيل وصول جيفرز وأثناء وجوده، وستبقى بعد مغادرته، مؤكدًا أن عدم توجيه دعوة لاجتماع اللجنة حتى الآن، وإن حصل، فلن يحمل أي جديد، نظرًا لانحياز اللجنة الخماسية الكامل للولايات المتحدة وإسرائيل؛ ما يُفقدها صفة الحياد.

وختم بقوله إن هذه اللجنة لا تملك أي استقلالية فعلية، وتنفذ الإرادة الأمريكية بالكامل، وبالتالي فإن زيارة جيفرز ليست مفصلية، ولا تحمل طابعًا تقريريًّا يمكن أن يُحدث تحولًا في مشهد الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان.

في المقابل، رأى الكاتب والباحث السياسي، خالد زين الدين، أن هذه الزيارة ترتبط بمسار أكبر يتمثل في ربط وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني، بشروط مسبقة تتعلق بتفكيك سلاح حزب الله، في إطار ورقة ضغط تقودها واشنطن بشكل مباشر، وتُرجح مشاركتها في ضربة عسكرية واسعة النطاق حال رفض الحزب التجاوب.

وقال في حديثه لـ "إرم نيوز" إن ما يجري في إيران مرتبط عضويًّا بهذا المسار، حيث تلقّت طهران الرسائل الدولية وفهمت أن ما يسمى "محور المقاومة" انتهى، خاصة بعد تغير النظام السوري الذي أدى إلى انهيار الصلة بين إيران وأذرعها في المنطقة، معتبرًا أن مشكلة حزب الله ليست محلية فحسب، بل هي مشكلة إقليمية ودولية.

وأكد أن لبنان مرشح لتلقي ضربة عسكرية كبيرة وقاسية ما لم يُسلّم الحزب سلاحه بالكامل، لأن إسرائيل لا تقبل أن يستمر التهديد الأمني من لبنان بعد الـ7 من أكتوبر، تاريخ التحول الجذري في معادلة الأمن الإسرائيلي.

وأوضح أن وقف إطلاق النار لم يعد ملفًّا معزولًا، بل أصبح مرتبطًا بحل شامل للقضية الفلسطينية، بما في ذلك توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ونزع سلاح الفصائل، وشطب صفة اللاجئ عنهم تمهيدًا لدمجهم الكامل في المجتمع اللبناني، إلى جانب تفكيك البنية العسكرية والمالية لحزب الله، ومنع أي تمويل مستقبلي له، وحصر السلاح حصرًا بيد الدولة.

وختم بالقول إن ما سيعقب ذلك سيكون تنسيقاً مباشراً بين قيادة الجيش اللبناني والقيادة المركزية الأمريكية بشأن أمن الحدود، مع إعادة ترسيم الخط الأزرق، بما يضمن أمن المستوطنات الإسرائيلية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC